«يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله».. الإعجاز العلمي في حديث النبي ﷺ

حديث نبوي رواه الإمام مسلم، وأبو داوود، والترمذي، عن أم المؤمنين عائشة، قالت عن رسول الله ﷺ: (يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله)، وهو حديث شريف دل على الفوائد الكثيرة للتمر، وثبت به الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة.

شُرَّاح الحديث النبوي قالوا: إن مقصد النبي أن البيت الذي لا يوجد فيه تمر؛ إذا كان أهله اعتادوا التمر، مثل أهل المدينة، ونجد، فهم جياع على الحقيقة، لأن التمر طعام جاهز ويكفي لكل شيء، كما أفاد الشُرَّاح بأنه إذا كان أهل البيت لا يعتمدون على التمر كطعام أساسي لهم، فالحديث لا يقصدهم.

وورد ما يثبت الإعجاز العلمي في السنة النبوية، ومنه ما رواه ابن ماجه، عن أبي رافع عن جدته سلمى، أن النبي ﷺ قال: (بيت لا تمر فيه كالبيت لا طعام فيه)، والحديث هنا يخرج من دائرة كون التمر طعامًا أساسيًا لأهل البيت أو لا، ويشير إلى ما للتمر من فوائد عظيمة تسود كافة أنواع الطعام الأخرى.

فوائد طبية للتمر

العلم الحديث أثبت فوائد عظيمة للتمر؛ وفق ما ذكره النبي ﷺ قبل 1400 عام؛ إذ يحتوي التمر على العديد من الفيتامينات المهمة للجسم، منها: فيتامين أ: المهم للإبصار، وسلامة وصحة الجلد، كما يدخل في عمليات التمثيل الغذائي داخل الخلايا.

ويحوي التمر أيضًا على فيتامين د: وهو مضادٌّ لمرض الكُساح، يُحافظ على تركيز الكالسيوم في الدم، له دور في حركة العضلات والفعل الحيوي للغُدد، كما يحوي فيتامين ب1 وهو ضروري للمحافظة على سلامة الأعصاب، ونقصُه يؤدي إلى فقدان الشهية.

ومن فوائد التمر احتواؤه على فيتامين ب3، والذي يقي من مرض البلاجرا، نقصه يؤدي إلى اضطراب الأعصاب، والصداع، وضعف الذاكرة، كما يحتوي على حمض البانثوثينييك: وهو فيتامين مضادٌّ للإجهاد، ويساعد في عمليات التمثيل الغذائي، نقصه يؤدي إلى اضطراب في عمليات التمثيل الغذائي، وتَساقُط شعر الرأس، وكذا حمض الفوليك: وهو العامل المضاد للأنيميا الحادة، يلعب دورًا هامًّا في تخليق الأحماض النووية، يقي مِن مرض تصلُّب الشرايين.

مفيد لمرضى السكر

وفي التمر نسب من الجلكوز، وهو سكريات حُلوة الطعم متبلورة، تذوب في الماء، تُولِّد الطاقة التي تُستخدَم في تسيير كثير مِن التفاعلات الحيوية التي تَجري داخل الخلايا، كما يحوي التمر الفركتوز، وهو يتميَّز بعدم حاجته إلى أنسولين عند استخدامه في إنتاج الطاقة، وبالتالي لا يُمثِّل عبئًا على مرضى السكر (مرض البول السكري).

ويحتوى التمر على العديد من الألياف منها: السيلوز، والهيموسيليليوز، والبكتين، ولها دورها في منْع أمراض سوء الهضم والإمساك وأمراض القَولون، كما يحتوي على العناصر المعدنية: خاصة البوتاسيوم الذي يُساعد على التفكير، والفوسفور اللازم لاستمرار الحياة وانتظام نبضات القلب ونقل الإشارات العصبية، والحديد الذي يدخل في تكوين هيموجلين الدم، الكالسيوم الذي يدخل في تكوين العظام والأسنان، كما أنه ضروريٌّ لكل ضربة مِن ضربات القلب، ونقص الكالسيوم يؤدِّي إلى اضطراب في الجهاز العصبي والعضَلي، وتَحوي ثمار البلح عنصر اليود الذي يُنشِّط الغدة الدرقية والهرمون الخاص بها.