أزمة روسية فرنسية بسبب حرب الناتو ضد يوغسلافيا.. ما هي؟
على الرغم من مرور ربع قرن على حرب حلف شمال الأطلسي "الناتو" ضد يوغوسلافيا، إلا أنها أحدثت أزمة دبلوماسية جديدة بين روسيا وفرنسا درات رحاها بين خارجية موسكو ومجلس الأمن الدولي في نيويورك.
وفي 24 مارس الجاري أصدرت الخارجية الروسية بيانا أشارت فيه إلى مسؤولية حلف الناتو عن الأضرار الناجمة جراء قصف يوغسلافيا لا تزال قضية مفتوحة، مشيرة إلى أن أيا من ممثلي الحلف العسكري لم يتعرض لعقوبة جراء ذلك، منوهة إلى أن عملية الناتو وقصفه يوغسلافيا سنة 1999 تمت دون موافقة مجلس الأمن الدولي.
ولفتت موسكو إلى أن العملية العسكرية تمت آنذاك بناء على تأكيدات من دول غربية بأن سلطات يوغسلافيا "نفذت تطهيرا عرقيا في منطقة الحكم الذاتي في كوسوفو وتسببت في كارثة إنسانية هناك"، مضيفة "أن هذا العمل انتهاك صارخ للقانون الدولي"، وحينها قال يفغيني بريماكوف، الذي شغل بعد ذلك منصب رئيس الحكومة الروسية، إنها لم تكن "مجرد ضربة عدوانية لبلد ما، إنها ضربة للنظام العالمي بأكمله والذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية".
وقالت الخارجية الروسية إن حرب الناتو ضد يوغوسلافيا أسفرت عن مقتل أكثر من 2.5 ألف شخص، بينهم 87 طفلا، وخسائر مادية تقدر بـ 100 مليار دولار، خلال الفترة من 24 مارس إلى 10 يونيو 1999، مؤكدة أن الأطباء لازالوا يلحظون حتى الآن عواقب استخدام اليورانيوم المنضب، وتسببه في ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء عن خيبة أملها وغضبها من تعطيل فرنسا نظر مجلس الأمن الدولي، وقالت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو تعتزم مواصلة الضغط من أجل عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول عدوان حلف شمال الأطلسي "الناتو" على يوغوسلافيا، رغم معارضة وفود الدول الغربية.
وجاء تصريح زاخاروفا تعليقا على تعطيل جلسة مجلس الأمن بسبب موقف الوفد الفرنسي ودول غربية أخرى، الذي مارس ضغوطا على عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، موضحة أن عدوان الناتو على يوغوسلافيا ليس مجرد حدث في التاريخ، بل هو نقطة تحول في تطور الوضع الحالي في البلقان.
وقال مندوب روسيا الدائم فاسيلي نيبينزيا إن تعطيل فرنسا لاجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن يوغوسلافيا كان عدوانًا دبلوماسيًا.