اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

الحشرة القرمزية.. عدو التين الشوكي في شمال إفريقيا

الحشرة القرمزية في التين الشوكي
الحشرة القرمزية في التين الشوكي

انتشرت الحشرة القرمزية في منطقة المغرب الكبير بداية من عام 2014، ثم امتدت إلى الجزائر وتونس في عام 2021.

تعتبر هذه الحشرة طفيليات تتغذى على شجرة الصبار مما يؤدي إلى تلفها الشديد وخسائر فادحة للمزارعين.

في تونس، تم زراعة التين الشوكي بشكل واسع على طول الطرق الزراعية المؤدية إلى منطقة الشبيكة. ومع انتشار مرض الحشرة القرمزية، تأثرت هذه الزراعة بشكل كبير حيث تضررت ما بين 40% و50% من المساحات المزروعة، خاصة المخصصة للتصدير.

يُعتبر التين الشوكي مصدرًا هامًا للفواكه والزيوت الطبيعية في تونس ويعتمد عليه كثير من الأسر كمصدر رزق.

في المغرب، بلغت المساحات التي تضررت من الحشرة حوالي 120 ألف هكتار، وتم اتخاذ إجراءات لمكافحة الآفة من خلال استخدام معالجات كيميائية وغيرها من الإجراءات البيولوجية.

في الجزائر، ظهرت الحشرة في عام 2021، وتم اتخاذ إجراءات لحجر المناطق المتضررة وإزالة النباتات المصابة.

تواجه السلطات الزراعية في تونس والمغرب تحديات كبيرة في مكافحة هذه الآفة التي تهدد قطاع التين الشوكي، الذي يمثل مصدرًا هامًا للاقتصاد الزراعي وللمزارعين في المنطقة.

وتنشط 40 شركة لانتاج فاكهة التين الشوكي البيولوجي المعد للتصدير وتستغل نحو 150 ألف عائلة هذه الزراعة كمصدر رزق في البلاد التي تصنف كثاني أكبر منتج لهذه الفاكهة في العالم بـ550 ألف طن سنويا، كما تستثمر 40 شركة في عمليات تحويله وتصديره.

يفضل المزارعون غرس التين الشوكي لأنه يقاوم الجفاف، ويساهم في ترسيم ملكية الحقول وحماية التربة من التآكل. وخلال السنوات الأخيرة تحوّلت منتوجات هذه الفاكهة إلى قطاع زراعي واعد اتسعت زراعته على مساحة 600 ألف هكتار منها نحو 150 ألف هكتارا مخصصة للاستثمار والتصدير.

أمّا في المغرب، وهو اول الدول المتضررة في منطقة المغرب العربي منذ العام 2014، فيُزرع التين الشوكي على اجمالي 160 ألف هكتار. ونفذت وزارة الزراعة المغربية "خطة طوارئ" في العام 2016 لمكافحة الحشرة بالاعتماد على المعالجات الكيميائية واقتلاع نباتات الصبار المصابة ودفنها وإجراء الأبحاث البيولوجية لاختيار الأصناف المقاومة القادرة على الصمود أمام هذا المرض وتحييده. وفي أغسطس 2022، قدرت السلطات الزراعية في المغرب المساحات التي تلفَت بنحو 120 ألف هكتار.


وظهرت الحشرة في الجزائرخلال العام 2021 بمدينة تلمسان الحدودية مع المغرب، وبادرت السلطات الزراعية آنذاك إلى حجر المناطق المتضررة وأمرت باقتلاع كل النباتات المصابة. وتنتشر زراعة التين الشوكي في الجزائر على نحو 60 ألف هكتار وهي ثمرة يعشقها الجزائريون حتى أن هناك مهرجاناً مخصصاً لها في منطقة القبائل. وفي ليبيا، ينمو الصبّار بشكل طبيعي في شمال البلاد وفي المناطق الزراعية حيث يتم اعتماده لترسيم حدود الحقول بتسييجها. وتستورد الثمرة بشكل حصري من تونس.

ويقر المكلف بالإدارة العامة للصحة النباتية بوزارة الزراعة التونسية رابح الحجلاوي بأن سبب الانتشار السريع "بطء الاجراءات الادارية" للتصدي لها. وسعت السلطات الزراعية التونسية إلى كبح الآفة في البداية من خلال اقتلاعها النبتات التالفة وردمها وحرقها، لكنّ التدخل لم ينجح واكتسحت الحشرة عشر محافظات، لذلك تم الانتقال إلى "المقاومة البيولوجية بالاعتماد أولاً على الإكثار من أصناف الصبّار المقاوِمة للحشرة ثم جلب حشرة الدعسوقة"، بحسب الحجلاوي.

وطوّر المغرب بدوره زراعة ثمانية أصناف من الصبار المقاوم للقرمزية في العام 2022 وشرع في جلب وادخال حشرة الدعسوقة، وخصص 417 ألف دولار لمساعدة المزارعين. وسلمت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في يونيو نحو 100 دعسوقة لتونس في اطار برنامج تعاون لمكافحة الآفة بقيمة 550 ألف دولار.

وتُستعمل الدفيئات في المغرب للإكثار من "مسعودة" (الدعسوقة) لأنها "تحتاج للغذاء وإذا اختفت الحشرة القرمزية فلن تجد ما تتغذى عليه لذلك نلجأ إلى تربيتها"، وفقا لعيسى الدرهم، رئيس منظمة "مؤسسة دار سي حماد". وتبقى مخاوف السلطات الزراعية التونسية قائمة وخصوصاً اذا طالت الحشرة مزارع المناطق الداخلية المهمشة على غرار محافظة القصرين والتي يمثل التين الشوكي مصدر الرزق الوحيد فيها تقريبا، ما قد يؤدي إلى احتجاجات اجتماعية.