الصفدي: الاحتلال يفتح جبهات القتال ويتجاهل المبادرات السلمية

أكد الكاتب والباحث السياسي أحمد الصفدي أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يخلق جبهات القتال في المنطقة، مشيرًا إلى أن تل أبيب لم تكتفِ بالعدوان على غزة والضفة، بل وسّعت نطاق استهدافها إلى لبنان وسوريا، كما حاولت المساس بالسيادة المصرية والأردنية.
وأضاف الصفدي، في حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن تصريحات بنيامين نتنياهو بشأن "حرب شعواء" تعكس فشل سياساته، حيث جرب الاحتلال كل وسائل القمع، من القتل واستهداف المدنيين والصحفيين والأطباء، إلى سياسة التجويع وقطع المياه والدواء، دون تحقيق أهدافه.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول كسب الوقت، لكنه لا يملك "حلًا سحريًا" للخروج من مأزقه، مشددًا على أن المبادرة المصرية كانت "إبداعية" ونالت ترحيب الفصائل الفلسطينية، خاصة أنها تتصدى لمخطط التهجير القسري، لكنها بحاجة إلى إجراءات تنفيذية وضغط عربي أكبر لإجبار الاحتلال على الالتزام بها.
وأشار الصفدي إلى أن إسرائيل لن تتجاوب طواعية مع أي حلول سلمية، وهو ما يستدعي تحركًا عربيًا أقوى، بما في ذلك فرض آليات لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة دون انتظار إذن الاحتلال، مؤكدًا أن التحركات الشعبية العربية، مثل التظاهرات في مصر ضد التهجير، أرعبت الاحتلال وأثبتت أن الإرادة العربية قادرة على كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل أشاد محمد اليماحي رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي بمخرجات القمة العربية الطارئة التي استضافتها مصر، مؤكدًا دعم البرلمان العربي الكامل لها، التي أكدت ثوابت الموقف العربي الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية تحت أي مسمى وأي مبرر، واعتبار ذلك جريمة تطهير عرقي وجريمة ضد الإنسانية، بحسب ما جاء في وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
إقامة الدولة الفلسطينية الخيار الاستراتيجي الوحيد لاستقرار المنطقة
وقال «اليماحي» في بيان صحفي صادر اليوم الأربعاء إنَّ القمة أكّدت مجددًا أنَّ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الخيار الاستراتيجي الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة.
وأكّد دعم البرلمان العربي التام للخطة التي قدمتها مصر إلى القمة العربية، التي تمّ اعتمادها بالإجماع بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية دون تهجير، مُطالبًا المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن الدولي والدول الفاعلة ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى سرعة تقديم كل أوجه الدعم اللازمة لهذه الخطة، والإسهام الإيجابي والفاعل في تنفيذها على أرض الواقع.
وحدة الصف العربي حائط الصد الأول أمام أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية
ودعا «اليماحي» كل دول العالم إلى الاستجابة السريعة لقرار القمة العربية بشأن عقد مؤتمر دولي في القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة وإنشاء صندوق ائتماني لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار، مُثمنًا الجهود الحثيثة والمخلصة التي يبذلها قادة الدول العربية من أجل دعم القضية الفلسطينية والانتصار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة في هذه المرحلة والتحديات الخطيرة، مُشددًا على أنَّ القمة وجّهت رسالة حاسمة للعالم أجمع بأن وحدة الصف العربي ووحدة الموقف العربي تظل هي حائط الصد الأول أمام أي مخططات أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.