اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

السعودية تؤكد دعمها لقرارات ”قمة فلسطين” وتدعو لحل عادل للقضية الفلسطينية

السعودية
السعودية

جددت المملكة العربية السعودية تأييدها الكامل لقرارات القمة العربية غير العادية، المعروفة بـ"قمة فلسطين"، التي عقدت في مصر، مؤكدة موقفها الراسخ في رفض تهجير الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة.
وأوضح وزير الإعلام السعودي، سلمان بن يوسف الدوسري، في بيان عقب جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن المجلس أكد دعمه لقرارات القمة العربية، التي تهدف إلى إنهاء التداعيات الكارثية للحرب على الفلسطينيين، مشددًا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القمة تبنت المشروع المصري لإعادة إعمار غزة، كما دعت مجلس الأمن إلى نشر قوات حفظ سلام في الضفة الغربية وقطاع غزة لضمان الاستقرار.
كما أدان مجلس الوزراء السعودي قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته إزاء هذه الانتهاكات، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام.
وفي سياق متصل، شدد مجلس الوزراء على أهمية تنفيذ اتفاق الطائف في لبنان، وبسط سيادة الدولة على أراضيها، وحصر السلاح بيد المؤسسات الرسمية، إضافة إلى ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية.

الولايات المتحدة ترفض الرؤية المصرية لإعمار غزة


أكد برايان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن المقترح المصري لإعادة إعمار غزة لا يعالج "الواقع القاسي الذي يجعل القطاع غير صالح للسكن حاليًا"، مشددًا على تمسك الرئيس دونالد ترامب برؤيته الخاصة لإعادة إعمار غزة بعيدًا عن حركة "حماس".

وأوضح هيوز أن الظروف المعيشية في غزة صعبة للغاية، حيث يعيش السكان وسط أنقاض المباني والذخائر غير المنفجرة، ما يجعل الحياة اليومية تحديًا إنسانيًا. وأضاف أن الإدارة الأمريكية تتطلع إلى مزيد من المحادثات لضمان إحلال السلام والازدهار في المنطقة.

وفي سياق متصل، أعلن ترامب عن رغبته في السيطرة على غزة وتهجير سكانها، وهو ما أثار موجة رفض عربي ودولي، قبل أن يعود في نهاية فبراير ليعلن عدم فرض هذه الخطة.

الموقف العربي والمبادرة المصرية

خلال القمة العربية الطارئة التي عُقدت في القاهرة، الثلاثاء، أقر القادة العرب رسميًا الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، مؤكدين دعمهم لإنشاء لجنة فلسطينية لإدارة القطاع خلال المرحلة الانتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

ورحبت حركة "حماس" بالخطة المصرية، معتبرة أن عقد القمة العربية يمثل "مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية"، ودعت إلى توفير جميع المقومات لإنجاح عملية إعادة الإعمار.

تفاصيل الخطة المصرية لإعادة الإعمار

وضعت مصر خطة تمتد لخمس سنوات، بتكلفة تُقدَّر بنحو 53 مليار دولار، تهدف إلى إعادة إعمار غزة وفق نهج يحافظ على بقاء الفلسطينيين في أرضهم، مع تنفيذ المشاريع بأيدٍ فلسطينية.

وتشمل الخطة عدة مراحل، أبرزها:

- إزالة الركام وإعادة التدوير: تقدر مصر أن حجم الدمار الناتج عن الحرب يصل إلى 50 مليون طن، يقع ثلثه في مدينة غزة، مع تقدير تكلفة إزالته بنحو 1.2 مليار دولار.
- زيادة مساحة غزة: تقترح الخطة استغلال الركام والرمال لإنشاء مساحات جديدة في البحر، مما يزيد مساحة القطاع بنحو 2%، أي ما يعادل 14 كيلومترًا مربعًا.
- إنشاء مساكن مؤقتة: خلال فترة إعادة الإعمار، سيتم توفير مساكن مؤقتة (حاويات) تستوعب نحو 1.5 مليون نازح في سبع مناطق داخل القطاع.
- مشاريع تنموية متكاملة: تتضمن الخطة إنشاء مجمعات سكنية وتجارية وصناعية وخدماتية، تشمل مدارس ومستشفيات ومرافق ترفيهية.
- المرحلة الأولى: تمتد لعامين، بتكلفة 20 مليار دولار، وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية.
- المرحلة الثانية: تمتد لعامين ونصف العام، بتكلفة 30 مليار دولار، وتشمل بناء 200 ألف وحدة إضافية، إضافةً إلى إنشاء مطار في غزة.

رؤية مصر لإنقاذ غزة

أكدت الخطة المصرية ضرورة الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتهجيره، مشيرةً إلى أن تحقيق الاستقرار لا يكون إلا من خلال معالجة الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب. كما دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ودعم جهود إعادة الإعمار من منطلق إنساني قبل أي اعتبارات سياسية.

موضوعات متعلقة