روسيا تصدم الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في أوكرانيا غير ممكن.. والصين تنفي الاتهامات الأوكرانية بشأن الأسلحة
في تصريحات صادمة من السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أكد يوم الخميس أن الحديث عن وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا يُعتبر "غير واقعي" في الوقت الراهن. وتابع نيبينزيا، الذي كان يتحدث في نيويورك، أن فشل وقف إطلاق النار المحدود على البنية التحتية للطاقة بين الطرفين في مارس الماضي هو مؤشر واضح على استحالة التوصل إلى هدنة أوسع نطاقًا في الوقت الحالي.
وأشار السفير الروسي إلى أن روسيا كانت قد أعلنت عن وقف إطلاق النار المحدود الذي دام 30 يومًا، والذي كان يهدف إلى وقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية للطاقة. ومع ذلك، وفقًا للجانب الروسي، فإن أوكرانيا لم تلتزم بتفاصيل هذا الاتفاق، متهمة إياها بارتكاب أكثر من 80 انتهاكًا لهذا الاتفاق خلال مدة سريانه.
ورغم أن روسيا امتنعت عن شن ضربات كبيرة على محطات الطاقة الأوكرانية، إلا أن الضربات على المناطق المدنية قد ازدادت منذ بداية شهر أبريل، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وهو ما يعكس تصعيدًا في الهجمات الروسية على الأهداف المدنية، الأمر الذي يزيد من تعقيد عملية التوصل إلى أي شكل من أشكال السلام أو التهدئة.
اتهامات متبادلة وتوترات جديدة
في سياق متصل، تبادل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتهامات مع عدد من الأطراف الدولية بشأن الدعم العسكري المقدم لروسيا. حيث اتهم زيلينسكي المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بـ "تبني الاستراتيجية الروسية" في محادثاته، متهماً إياه بنشر سرديات روسية بشكل غير مباشر. وقد وصف الرئيس الأوكراني هذه التصريحات بأنها "خطيرة"، مشيرًا إلى أن هذا الموقف قد يعكس تحيزًا غير مبرر تجاه المواقف الروسية.
وفي وقت لاحق، اتهم زيلينسكي الصين بتزويد روسيا بأسلحة والمشاركة في إنتاج أسلحة معينة على الأراضي الروسية. هذه الاتهامات تأتي في وقت حساس، بعد إعلان أوكرانيا عن اعتقال جنديين صينيين كانوا يقاتلون في صفوف القوات الروسية. من جهتها، نفت الصين بشكل قاطع هذه الاتهامات، وأكدت أنها لم تزود روسيا بأي "أسلحة فتاكة"، وأنها تشرف بشكل صارم على تصدير السلع العسكرية.
مأزق الدبلوماسية الدولية
تشير هذه التصريحات والاتهامات المتبادلة إلى الأزمة الدبلوماسية المعقدة التي تواجهها المحادثات الدولية حول الحرب في أوكرانيا. فبينما تواصل روسيا رفضها لأي حديث جاد عن وقف شامل لإطلاق النار، ويبدو أن الاتهامات المتبادلة حول دعم الأسلحة والضغط السياسي يعقدان أي فرص للمفاوضات المستقبلية. وفي الوقت نفسه، تبدو الأطراف الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، في مواقف متناقضة قد تزيد من تعقيد الموقف في أوكرانيا.
إن الوضع الحالي يشير إلى صعوبة بالغة في التوصل إلى اتفاقيات جدية للتهدئة، خاصة في ظل التصعيد العسكري المستمر، والتقارير المتضاربة عن انتهاكات حقوق الإنسان، والتداخلات الدولية التي لا تساهم في التوصل إلى حل سياسي.
في هذه الظروف، يبدو أن الحرب في أوكرانيا قد تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا في الأسابيع المقبلة. فبينما تستمر الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المعنية، فإن فرصة الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار أو هدنة واسعة النطاق تظل ضئيلة جدًا. يظل المجتمع الدولي يواجه تحديًا هائلًا في محاولة التأثير على مجريات الحرب، وسط تصعيد مستمر في العمليات العسكرية ومخاوف من تصاعد أكبر للصراع.
