الصين وماليزيا تصطفّان خلف فلسطين.. موقف موحد ضد التهجير ودعوة لتنفيذ حل الدولتين

في مشهد يعكس تعاظم التضامن الآسيوي مع القضية الفلسطينية، أعلنت كلٌّ من الصين وماليزيا موقفًا مشتركًا واضحًا ضد التهجير القسري للفلسطينيين، داعيتين إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين كمسار سياسي عادل ودائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وجاء هذا الموقف في بيان مشترك صدر في ختام زيارة رسمية للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ماليزيا، نُشر عبر وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"، حيث شددت الدولتان على أن قطاع غزة "يعود للشعب الفلسطيني" ويُعد "جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة"، في رفض صريح لأي محاولات لإعادة تشكيل خريطة الواقع الديموغرافي أو السياسي في القطاع.
رسائل سياسية متعددة
وبنبرة تعكس انسجاماً استراتيجياً وتنسيقًا دبلوماسيًا متقدماً، أكد البيان ضرورة التمسك بمبدأ "الفلسطينيون يحكمون فلسطين"، في إشارة واضحة إلى رفض التدخلات الخارجية أو فرض حلول غير فلسطينية على إدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب. وهو ما يمكن فهمه أيضًا كرسالة إلى القوى الإقليمية والدولية التي تُجري مناقشات حول "اليوم التالي" في غزة دون إشراك حقيقي للفلسطينيين أنفسهم.
ويأتي هذا البيان في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية متفاقمة في غزة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومخاوف من إعادة هندسة الوجود السكاني الفلسطيني من خلال مخططات تهجير قسري جزئي أو كلي، وهي ممارسات تتعارض مع القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة.
البيان لم يقتصر على رفض التهجير، بل طالب بوضوح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، استنادًا إلى حل الدولتين، وهي صيغة تلقى دعمًا من غالبية المجتمع الدولي، لكنها تواجه جمودًا سياسيًا ورفضًا فعليًا من الحكومة الإسرائيلية الحالية. كما أكد الجانبان على دعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ما يعكس توجهاً عملياً نحو دعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ككيان سياسي وسيادي كامل الحقوق.
بُعد استراتيجي أوسع
هذا الموقف الصيني الماليزي ليس مجرد تضامن عاطفي أو رمزي، بل يأتي في إطار تحركات أوسع للصين لإعادة تشكيل دورها في السياسة الدولية كلاعب داعم للاستقرار في الشرق الأوسط، وكموازن للنفوذ الغربي التقليدي في المنطقة. أما ماليزيا، فهي تواصل نهجها الثابت في دعم الحقوق الفلسطينية ضمن سياستها الخارجية التي تدمج بين المبادئ الإسلامية والتوجهات المناهضة للاستعمار.
إن اصطفاف هاتين القوتين الآسيويتين في هذه المرحلة الحرجة، يبعث برسالة قوية تفيد بأن القضية الفلسطينية لم تعد رهينة الحسابات الإقليمية فقط، بل أصبحت بندًا دائمًا في أجندة التكتلات الصاعدة، وسط عالم يشهد تحولات في موازين القوى واتساع مساحة السياسات متعددة الأقطاب.