أمير قطر يفتتح اليوم النسخة 21 من منتدى الدوحة
يفتتح الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أمير قطر اليوم في الدوحة، النسخة الحادية والعشرين من "منتدى الدوحة"، وسط ظروف وتحديات دولية وإقليمية متسارعة، وترقب لأن تخرج النقاشات بأفكار وتوجهات تساعد على معالجة الأزمات والتخفيف من وطأتها قدر الإمكان.
وتكتسب أجندة ومناقشات هذه النسخة من المنتدى، التي تأتي تحت شعار "معا نحو بناء غد مشرق"، أهمية كبيرة، سيما وأنها ستسلط، بمشاركة صناع السياسات والقادة العالميين والخبراء من جميع أنحاء العالم، الضوء على حل المشكلات بطرق استباقية ممنهجة، وعلى الحلول العملية التي من شأنها تحقيق الاستدامة على المدى الطويل، وجعل العالم مكانا متنوعا وأفضل للجميع من شتى الثقافات، ما سيعمل المشاركون على مواصلة التعمق في تفكيك وتحليل مجموعة من القضايا الحيوية في وقتنا الراهن، من خلال البناء على نجاح النسخ السابقة، وفتح باب الحوار وتعزيز النقاش حولها، بما فيها التنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي، والديناميكيات الجيوسياسية.
وتتفرع عن كل هذه الأجندة العالمية والإقليمية الراهنة والمهمة عناوين وقضايا جانبية سيركز عليها المشاركون في نقاشاتهم، من خلال الجمع بين وجهات نظر متنوعة، وتعزيز التعاون، وقيادة التغيير الإيجابي عبر الدبلوماسية والحوار والتنوع.
وتؤكد السيدة فاطمة محمد الباكر المدير العام للمنتدى، الأهمية الكبيرة التي اكتسبها منتدى الدوحة على مدى السنوات الماضية، ومنذ تأسيسه، ما جعله منصة للحوار وتبادل الأفكار حول شتى القضايا والمواضيع التي يتناولها، مشددة على أنه احتل على مدى عقدين من الزمن مكانة مرموقة على الساحة الدبلوماسية، واستطاع أن يوفر منصة مفتوحة ومتنوعة تعزز الحوار وتبادل الأفكار.
واعتبرت أن الأهمية المتزايدة لهذا الحدث تظهر في توسع دائرة شركائه المرموقين المشاركين، وتنوعهم عاما بعد عام، قائلة: إن "لذلك بلا شك انعكاسا لمكانة الدوحة العالمية، ولبرنامج المنتدى الذي يناقش أهم القضايا الراهنة، وسبل حلها، بما يساهم في بناء غد مشرق للجميع".
وسيولي المنتدى، في إطار اهتماماته المتعاظمة بما يجري على الساحتين الإقليمية والدولية في الوقت الراهن وضمن أجندته السياسية/، أهمية خاصة لمسائل وقضايا الأمن والسلم الدوليين، ومن ذلك تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد ما يجري في الأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له قطاع غزة من عدوان ودمار وحرب إبادة يشنها الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي، ولا يمكن وصفها إلا بأنها جريمة ضد الإنسانية، وانتهاك صارخ وفاضح للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ولقرارات الشرعية الدولية والعربية ذات الصلة، بما في ذلك مسألة حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
كما يبرز في هذا الخصوص الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، والتشديد على ضرورة توسيع نطاق المساعدات الإنسانية من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، فضلا عن مناقشة الأزمات التي يمر بها عدد من الدول العربية.
وسيتناول المنتدى بالضرورة مثل هذه التحديات والأزمات الإقليمية والدولية الشائكة بالبحث والدراسة، وسبل كيفية التعامل معها والتصدي لها بالحوار والوسائل السلمية، مع أهمية التسوية العادلة للنزاعات والأزمات الإقليمية المزمنة، التي لا تزال تستنزف الطاقات في شتى أنحاء العالم، ومنها كما هو معروف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، باعتبار أن السلام هو الخيار الأمثل والاستراتيجي للمنطقة والعالم بأسره.