بسبب غزة.. لماذا لوح غوتيريش بأقوى أداة يملكها؟
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه سيطبق المادة 99 من ميثاق المنظمة لمواجهة خطر شديد يتمثل في انهيار النظام الإنساني في غزة.
بحسب ميثاق الأمم المتحدة، تنص "المادة 99"، على أنه في حال حدوث حالة عدائية تهدد سلامة أعضاء الأمم المتحدة أو سلام العالم، فيجوز لمجلس الأمن أن يقرر وجود مسبب يتطلب اتخاذ إجراء أو قرار ما، وتقديم توصيات أو قرارات مناسبة إلى الدول الأعضاء للأمم المتحدة للقيام بما هو ضروري لحفظ السلام والأمن الدوليين وإزالة مصدر الخطر.
وتابع الخبير القانون الدولي، أن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة هو من يخول مجلس الأمن سلطة اتخاذ تدابير عسكرية إلزامية لوقف الحرب على غزة، بما في ذلك إصدار قرار بوقف إطلاق نار فوري تلتزم به إسرائيل، مؤكدًا أنه من غير المرجح أن يتخذ مجلس الأمن قرارًا فاعلًا بشأن الحرب على غزة نظرًا للدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل والاستخدام المتكرر للفيتو ضد أي مشروع قرار يدينها أو يلزمها بوقف أعمالها العدائية، أو يفرض وقفًا لإطلاق النار في غزة، تمامًا كما حدث في أي عدوان سابق على القطاع.
وأكد مهران أن هذه التصرفات تعوق قدرة مجلس الأمن على التصرف بموضوعية ويضعف مكانته الأخلاقية والقانونية بوصفه حاميًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان ويهدد استقرار وأمن المجتمع الدولي كله على المدى البعيد.
يُشار إلى أنه من المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، غدًا الجمعة، لبحث تداعيات الحرب على غزة المندلعة منذ شهرين، وذلك بعد أن حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في خطوة نادرة، المجلس المؤلف من 15 عضوًا، رسميًّا على "استخدام كل نفوذه" لمنع وقوع "كارثة إنسانية" في القطاع.
وللمرة الأولى منذ تعيينه أمينًا عامًّا للأمم المتحدة في عام 2017، لجأ أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأتت خطوته بعد أن كرر دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
وتتيح هذه المادة لمجلس الأمن سلطة واسعة لإصدار توصيات أو قرارات ملزمة بهدف إزالة أي تهديد لسلام العالم، إلا أنها لم تُستخدم فعليًّا منذ عقود، حيث استُخدمت لأول مرة في حقبة الستينيات من القرن المنصرم بشأن الكونغو، وأدى اجتماع مجلس الأمن لعملية عسكرية تابعة للأمم المتحدة لمساعدة الحكومة، واستُخدمت بعد ذلك في عام 1971 لوقف الحرب الهندية الباكستانية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام يستخدم بذلك السلطة التي يمنحها له الميثاق، مؤكدًا أن تلك المادة تُعد أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار مـيثاق الأمم المتحدة.
وذكر أن تفعيل المادة لم يحدث منذ عقود، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تقترب من نقطة "الشلل التام" لعملياتها الإنسانية في قطاع غزة الذي قُتل فيه أكثر من 15 ألف شخص، و130 من العاملين بالأمم المتحدة.
أفاد أستاذ القانون الدولي وخبير النزاعات الدولية الدكتور محمد محمود مهران، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، بأن مضمون "المادة 99" من ميثاق الأمم المتحدة التي أشار إليها الأمين العام أنطونيو غوتيريش، تخوله سلطة إخطار مجلس الأمن بأي حالة قد تهدد السلم والأمن الدوليين، لكنها لا تفرض التزامات ملزمة بحد ذاتها لوقف إطلاق النار.
وأوضح أن المادة ليست ملزمة بحد ذاتها بالنسبة لإسرائيل، إنما هي مجرد آلية تنبيه لمجلس الأمن، موضحًا أن المادة تنص على أنه للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد السلم والأمن الدوليين.
أما بخصوص فرض التزامات ملزمة على إسرائيل لوقف أعمالها العدائية في غزة، فأوضح أنه يتعين اللجوء لنصوص الفصل السابع من ميثاق الأم المتحدة، الذي يخوِّل مجلس الأمن سلطة اتخاذ ما يلزم من تدابير لحفظ السلم والأمن الدوليين بما في ذلك إصدار قرارات بفرض وقف لإطلاق النار، ويفرض كذلك على مجلس الأمن واجب التحرك الفوري لوقف الحرب على غزة حفاظًا على سمعته ومكانته بوصفه ضامنًا للسلم والأمن الدوليين، وفق قوله.