مؤتمر الطاقة العربي.. الوزراء يوجهون 5 رسائل شديدة اللهجة
شهد مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر مناقشات قوية، ورسائل شديدة اللهجة، من جانب الوزراء العرب المشاركين فيه، بشأن حاجة العالم إلى كل مصادر الطاقة، وعدم استبعاد أيّ مصدر منها، والحملات المضادة للنفط والغاز.
وعُقِد المؤتمر في نسخته الجديدة، في دولة قطر، بتنظيم من منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، وبحضور عدد كبير من وزراء الطاقة والنفط والغاز في الدول العربية، وفق بيان نشره الموقع الإلكتروني لمنظمة أوابك.
ووجّه الوزراء المجتمعون في مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر المنعقد في الدوحة، 5 رسائل شديدة اللهجة، تتعلق بأزمة الطاقة العالمية، والحاجة إلى جميع مصادر الطاقة دون استثناء، بالإضافة إلى عدم إمكان الاستغناء عن النفط والغاز، والخطابات التحريضية ضد الوقود الأحفوري، التي أسهمت بتراجع الاستثمارات في هذا القطاع.
ورأى أمين عام "أوابك" المهندس جمال اللوغاني أن الدول العربية لديها الكثير من الإمكانات التي تجعلها قادرة على إنتاج كل مصادر الطاقة، التي يحتاج العالم إليها، لذلك ستظل هذه الدول مصدرًا موثوقًا لإمدادات الطاقة.
وأوضح، في كلمة خلال المؤتمر، أن الدول المنتجة والمصدّرة للنفط والغاز تواجه عددًا من التحديات المستقبلية، تتمثّل في كيفية بناء أنظمة طاقة مستدامة وموثوقة، ما يتطلب حالة من التوازن الدقيق بين أهداف خفض الانبعاثات وتوفير الطاقة والقدرة على تحمّل تكاليفها.
ولفت أمين عام "أوابك" إلى أن العديد من الدول المنتجة للنفط تطبّق المعايير الدولية لإيجاد بيئة خالية من الانبعاثات، كما تستعمل تكنولوجيات للحصول على نوعية من الوقود والطاقة منخفضة الانبعاثات، لذلك لا يمكن الإصرار على الربط بين بيئة خالية من الانبعاثات واستهلاك الوقود الأحفوري، وخاصة النفط والغاز.
بدوره، انتقد وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا تجاهُل استعمال الفحم من جانب الدول العظمى، وفي الوقت نفسه، توجيه انتقادات حادة إلى الدول المنتجة للنفط والغاز، إذ يرى أن العدالة غائبة في هذا الجانب المناخي.
وأشار المهندس طارق الملا، في كلمته أمام المؤتمر، إلى أن تحول الطاقة مطلوب، ولكن "هناك ضرورة لأن نكون واقعيين وعادلين، ونركّز على التكنولوجيا للتقدم في تحول الطاقة باستثمارات معقولة".
ولفت إلى أنه نتيجة التخويف من الوقود الأحفوري، هناك إحجام عن الاستثمار في هذا القطاع، بالرغم من أنه يؤدي دورًا مهمًا في تأمين احتياجات الناس من الطاقة، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبه، رأى وزير الطاقة الأردني الدكتور صالح الخرابشة أن هناك ضرورة إلى تنويع مصادر الطاقة، فإلى جانب التوجه لإنتاج الطاقات الخضراء بكل أشكالها، هناك حاجة إلى التركيز على التقنيات التي تعمل على إزالة الكربون من كامل سلسلة الإنتاج والاستهلاك للوقود الأحفوري.
وأضاف، خلال كلمته، أن الأمر يتطلب من الدول العربية عملًا جماعيًا لتوطين الصناعات المرتبطة بمشروعات الطاقة النظيفة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن النفط والغاز كان لهما دور حاسم في تحقيق التطورات الصناعية المتعاقبة، لذلك سيظلان أساسين في أسواق الطاقة لسنوات وعقود عديدة قادمة.
وأوضح الوزير صالح الخرابشة أن المنطقة العربية هي الأقل انبعاثًا، ولكنها تسعى بجهد لتحقيق تقدّم في مجال تحول الطاقة، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت إلى أن الأردن استطاع تنويع مصادره من الوقود الأحفوري لتحقيق أمن التزود بالطاقة، وأنشأ شبكة متكاملة لنقل الغاز الطبيعي داخليًا، ووفّر أكثر من مصدر للغاز عبر الأنابيب، بجانب إنشاء ميناء لإيصال الغاز المسال وقت الحاجة، ومدّ شبكات الغاز لتزويد الصناعات باحتياجاتها.
من جانبه، قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، إن مؤتمر الطاقة العربي يُعقَد في وضع خاص جدًا، إذ يتّسم باضطرابات وتطورات عديدة، سواء المتعلقة بالتطور الهيكلي لصناعة النفط والغاز، والطاقات الجديدة والمتجددة، أو المتعلقة بالأوضاع الجيوسياسية ببعض المناطق المنتجة للطاقة.
ولفت عرقاب إلى أن هذه التطورات كان لها تأثير كبير في إمدادات الطاقة، إذ أسهمت في تذبذب أسواق الطاقة، وأدت إلى معاناتها من عدم الاستقرار، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف: "الدول الصناعية الكبرى المستهلكة تسعى لضمان عدم نقص أو انقطاع إمدادات الطاقة، وتنويع مصادرها، في حين يرى المنتجون أن أمن الطاقة يأتي عبر الوصول إلى أسعار ملائمة للجميع، مع وجود أسواق مستهلكة، وتطوير البنى التحتية للمنشآت النفطية والغازية".