COP28 يُطلق ”اتفاق الإمارات” التاريخي بشأن المناخ
COP28 يُطلق "اتفاق الإمارات" التاريخي بشأن المناخ ويدعو إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي
اختتم مؤتمر COP28، الذي عُقد في دبي أعماله باتفاق يمهد لاستجابة عالمية طموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، ويقدم خطة لمستهدفات عام 2030، ويدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وذلك بهدف تحقيق الحياد المناخي.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أن "اتفاق الإمارات" يشجع الأطراف على تقديم مساهمات محددة وطنيًا تشمل جميع قطاعات الاقتصاد، ويستهدف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوًًّا بحلول عام 2030، ويبني زخمًا لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.
وأوضح البيان أن المؤتمر جمع وحفز تعهدات تفوق 85 مليار دولار لتمويل العمل المناخي، وتوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن معالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تداعيات تغير المناخ، ودفع جهود تحقيق الهدف العالمي للتكيف، وأشرف على إطلاق مبادرات بشأن الانتقال في قطاع الطاقة.
وأضاف أن الدورة الثامنة والعشرين هي الدورة الأكثر احتواءً للجميع في مؤتمرات الأطراف حتى الآن، حيث مثَلَ جميع الفئات والآراء في عملية صنع القرار.
وقد اتخذ المؤتمر إجراءات جريئة وحاسمة لتحقيق إنجازات تتجاوز بنود النص التفاوضي، بفضل خطة عملهاالتي استندت إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام .
وثمن سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، رئيس COP28 رؤية ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وثقته وتوجيهاته، مشيرًا الى أن القيادة في دولة الإمارات لها الدور الأكبر في نجاح المؤتمر ونتائجه التي فاقت التوقعات، بعد أن وفرت له كل إمكانيات النجاح، وعززت ريادة الدولة في مجال تغير المناخ، من خلال دعمها لتكريس التوافق في العمل المناخي بين دول العالم، وتعزيز حماية البيئة وتحويل التحديات إلى فرص للنمو الاقتصادي، عن طريق نهج شامل يحتوي الجميع.
وأكد الجابر أن العالم كان بحاجة إلى مسار جديد للعمل، ومن خلال التركيز على هدفنا الرئيسي، توصلنا إلى ذلك المسار.
وأوضح أن مجلس صناع التغيير كان نقطة تحول في عملية المفاوضات، فقد حفز الأطراف للاستفادة من ثقافة الإمارات في التواصل بفاعلية والتركيز على التقدم والإنجاز، وقد عمِلنا بجد وإخلاص لبناءِ مستقبل أفضل لشعوبنا وكوكبنا.
وقال الجابر خلال كلمته في ختام أعمال COP28، إن المؤتمر اختتم باتفاق تاريخي بين 198 طرفًا ليمهد الطريق لمرحلة جديدة من العمل المناخي، وتَوصل الأطراف إلى "اتفاق الإمارات" الذي يتضمن خطة عمل مناخية طموحة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، ويدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من كافة مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته وذلك بهدف تحقيق الحياد المناخي، ويشجعهم على تقديم مساهمات محددة وطنيًا تشمل كافة القطاعات الاقتصادية، كما يستهدف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنويًا بحلول عام 2030، ويبني زخمًا لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.
وأضاف: "كان العالم بحاجة إلى مسار جديد للعمل، ومن خلال التركيز على هدفنا الرئيسي، توصلنا إلى ذلك المسار، حيث عمِلنا بجِد وإخلاص لبناء مستقبل أفضل لشعوبنا وكوكبنا، وبإمكاننا أن نفخر بإنجازنا التاريخي".
وأشار إلى الوعد الذي قطعه يوم انطلاق فعاليات COP28، بتنظيم مؤتمر للأطراف يختلف عن سابقِيه ويجمع كافة المعنيين، من القطاعين الخاص والحكومي، وممثلي المجتمع المدني، والقيادات الدينية، والشباب والشعوب الأصلية، وأكد أنه منذ اليوم الأول، تعاون الجميع، واتحدوا، وعمِلوا، وأنجزوا.
وأشاد بخطة عمل المؤتمر المتوازنة التي تدعم الحد من الانبعاثات، وتزيد الاهتمام بموضوع التكيف، وتسهم في تطوير وإعادة صياغة آليات التمويل المناخي العالمي، وتحقيق متطلبات معالجة الخسائر والأضرار، وأكد على أنها خطة تراعي الظروف الوطنية لكل دولة، وتدعم العمل المناخي والنمو الاقتصادي بشكلٍ متزامن، وأنها مبنية على توافق الآراء ومدعومة باحتواء الجميع، ويعززها التعاون والعمل الجماعي.
ويأتي "اتفاق الإمارات"، بعد عام من المشاركات الدبلوماسية الواسعة القائمة على احتواء الجميع، وأسبوعين من المفاوضات المكثفة، ويتماشى مع هدف رئاسة COP28 المتمثل في تقديم استجابة طموحة وفعالة وملموسة لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف باريس.