في خطوة مفاجئة.. إدارة بايدن تُبقي تصنيف كوبا ”راعية للإرهاب”
في تحول مفاجئ للأحداث، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تمسكها بسياسة عهد ترامب التي صنفت كوبا على أنها "دولة راعية للإرهاب"، متجاهلة التزاماتها السابقة بمراجعة هذا القرار واحتمال إلغائه.
وبحسب تقرير نشره موقع "ذا إنترسيبت"، فقد أدى هذا الإعلان، الذي تم في جلسة إعلامية مغلقة مع مسؤول وزارة الخارجية إريك جاكوبشتاين، إلى ارتباك في الكونغرس، خاصةً في ظل الأزمة المستمرة للمهاجرين القادمين من كوبا.
وكان قد أضاف ترامب قبل ترك منصبه في يناير 2021 كوبا إلى قائمة الدول التي تعتبر "داعمة للإرهاب"، مُلغيًا بذلك قرار إدارة أوباما في عام 2015 الذي اعتبر بأن التصنيف لم يعد له ما يبرره.
ورغم تعهد إدارة بايدن أمام الكونغرس بالشروع في عملية إلغاء قرار ترامب، وهو الأمر الذي يستغرق على الأقل ستة أشهر وفقًا للقانون، فقد كشف المسؤولون خلال الجلسة الإعلامية أنهم لم يبدؤوا في هذه العملية، مما أدى إلى إدراك أن شطب كوبا من القائمة قد لا يحدث قبل منتصف عام 2024 على أقرب تقدير.
وقد رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، تأكيد أو نفي الشروع في عملية إلغاء قرار ترامب، مشددًا على إحجام الوزارة عن مناقشة الأمور المتعلقة بأي حالة تصنيف.
ويسلط هذا الرفض لإعادة النظر في وضع كوبا الضوء على تخلي الإدارة الحالية عن الجهود التي بذلتها إدارة أوباما لتطبيع العلاقات مع كوبا، وهو ما يمثل تغييراً جوهرياً في السياسة الخارجية الحالية.
وأضاف التقرير أن الأساس المنطقي وراء قرار إدارة ترامب بإعادة تصنيف كوبا كراعية للإرهاب كان مرتبطًا بشكل كبير باستضافة الدولة لممثلين عن الجماعات التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية، وهي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) وجيش التحرير الوطني (ELN).
ومع ذلك، في أكتوبر 2022، أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بالاشتراك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن كولومبيا، بالتعاون مع إدارة أوباما، طلبت مشاركة كوبا في محادثات السلام مع هذه الجماعات، مما ألقى الشكوك على أساس قرار إدارة ترامب، وبالتالي الحاجة لضرورة تصحيحه.
وقد أدت الآثار المترتبة على الإبقاء على تصنيف كوبا كمنظمة إرهابية إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية للبلاد وساهمت في زيادة عدد المهاجرين الكوبيين الذين يصلون إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
ومع فرار ما يقرب من 425 ألف كوبي إلى الولايات المتحدة في العامين 2022 و2023، أصبح هناك قلق متزايد من أن النهج المتشدد تجاه كوبا يؤدي إلى تفاقم أزمة الهجرة بدلاً من معالجة أسبابها الجذرية.
ولا تزال التوقعات بحدوث تحول في السياسة تجاه كوبا، تغذيها التعهدات غير الواضحة بين الرئيس بايدن والمشرعين، غير متحققة بالشكل المطلوب، مما يترك سحابة من عدم اليقين بشأن العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة وكوبا.
المصدر: موقع "ذا إنترسيبت" الأمريكي