”صاروخ إسرائيلي” ينهي حلم كنزي المدهون
"كنت أحلم بأن أصبح عازفة بيانو في المستقبل، لكن كان لطائرات الجيش الإسرائيلي رأي آخر، عندما اقتحم صاروخ غرفتي وأصابني بجراح خطرة، أدت إلى بتر يدي كاملة".. هكذا بدأت الطفلة كنزي المدهون، البالغة من العمر 10 أعوام.
وأضافت "كنزي" التي كانت ترفض الحديث عن مأساتها: "لقد انهارت كل أحلامي بسبب ذنب لم أرتكبه، كنت أشاهد بعض أفلام الكرتون المحببة لي على الجهاز اللوحي الخاص بي، وفجأة داهمني انفجار ضخم، تلاه تطاير للحجارة والشظايا، وأشياء شعرت بأنها تقوم بتقطيع جسدي.. فلم أتحمل الألم، وسقطت مغشية، ولم أستفق إلا بعد يوم كامل وأنا على سرير للعناية المركزة في مستشفى شهداء الأقصى".
وتابعت القول: "عندما بدأت تدارك نفسي وتذكرت أنني قد أُصبت تلك الليلة، بدأت بالنظر إلى أماكن الإصابة حيث كان رأسي ثقيلاً جدًا، ولا أقوى على تحريكه، فأردت أن أتحسسه لمعرفة هل أُصبت به أم لا.. أردت تحريك يدي فلم أجدها، دققت في يدي أكثر لعلها مصابة ولا يمكن تحريكها الآن، فوجدتها قد بُترت من عند الكتف، شعرت بالرعب، وبدأت دموعي بالانهمار كالشلال، وصرت أبكي بصوت مرتفع إلى أن جاء الأطباء وبدأوا بتهدئتي".
من جانبه، يقول آدم المدهون، والد كنزي: "لا يمكن وصف شعوري لما حدث لابنتي كنزي، تمنيت كثيرًا لو أن يدي هي التي تم بترها، لا يمكنك تمني شيء آخر وأنت تشاهد حجم المأساة التي تعرضت لها طفلتك بهذا الشكل البشع".
ويضيف المدهون، أنه "لا يوجد هناك ما أقوله، فقد تحطمت معنوياتنا جميعًا، أنا وكنزي ووالدتها، ولم نعد نقوى على إخفاء مشاعرنا؛ إذ نعيش صدمة نفسية كبيرة".
وأكد أنه "بدأت أبحث عن طريق للخلاص من هذه البقعة الجغرافية بأسرع وقت ممكن، والخروج إلى أي مكان بعيدًا عن الحروب وآلات القتل والدمار".
وختم المدهون حديثه بالقول: "أتمنى ألا يحدث ما حدث لكنزي لأي طفل في العالم؛ لأنه لا يمكن تخيل حياة طفل لم يبدأها بعد، مصحوبة بكل هذا الألم والمعاناة، كما أتمنى أن تتوقف الحرب بأسرع وقت ممكن، والعودة إلى بيوتنا وحياتنا الطبيعية".