بعد هجمات الحوثيين على السفن.. رئيس معهد شؤون الأمن العالمي ببروكسل: قوات تأمين بحرية من 38 دولة في الشرق الأوسط
الأول: ما قوات التأمين البحرية الدولية المشاركة في تأمين المسارات الملاحية بالمنطقة؟
** الإجابة: تتشكل قوات التأمين البحرية الدولية من مجموعات التأمين البحرية في الشرق الأوسط 151 و152 و153 بإجمالي 38 دولة مشاركة، فضلاً عن قوة أجينور الفرنسية التي تعمل ضمن قوة حملة "إيماسوه" الأوروبية للتوعية في خليج هرمز.
وتُعتبر القوة البحرية المشتركة 153 هي المسؤولة عن تأمين البحر الأحمر ومضيق باب المندب، التي تم إنشاؤها في إبريل 2022، ويضم فريق عملها 15 ممثلاً عسكرياً أمريكياً ودولياً كأعضاء لتلك القوة. الذين يُوجدون في مقر القيادة الرئيسي للقوة في البحرين حال عدم وجودهم في البحر. وتولت قيادتها الولايات المتحدة في إبريل 2022، ثم مصر في ديسمبر 2022، ثم الولايات المتحدة في يونيه 2023.
أما قوة حملة التوعية البحرية الأوروبية في مضيق هرمز "إيماسوه -EMASoH"؛ فقد تم إنشاؤها لتعمل في مضيق هرمز عقب التهديدات البحرية المباشرة عام 2019، وتتمركز بالقاعدة العسكرية الفرنسية المطلة على الخليج العربي، ولقد ألقيت بقيادة الإيماسوه محاضرة في يوليو 2022 سبقها تقديم عن موجز عن مهامها بواسطة قائد القوة.
ومهمة وسياسية حملة التوعية البحرية الأوروبية في مضيق هرمز بدعم من عملية عسكرية – أجينور منذ 25 من فبراير 2020، وتهدف إيماسوه إلى طمأنة حرية الملاحة عبر مضيق هرمز ومداخله من خلال تهدئة الظروف وتخفيف التصعيد والحوار الإقليمي أمام نهج تصعيدي، وهي مكلفة بمهمة ذات ملف واضح وغير متحيز، بتحالف بين 9 دول أوروبية، وهي فرنسا وبلجيكا واليونان والبرتغال وإيطاليا وألمانيا والنرويج والدانمارك وهولندا. وتتركز عملياتها في الأساس في الدوريات البحرية لجمع المعلومات/ الاستخبارات وعمليات التطمين والعمليات المركزة لرصد منطقة خاصة لجمع البيانات.
أما السؤال الثاني فهو: كيف ترى الهدف من المناورات القتالية الحوثية ضد السفن التجارية العابرة في البحر الأحمر وارتباطها بالحرب في غزة؟
** الإجابة: لا شك أن القوات الأمنية الدولية محدودة في بحار المنطقة، خاصةً أن القطع الحربية في القوات البحرية الدولية، والمسؤولة عن تأمين البحر الاحمر وبحر عمان ومضيق هرمز تنفذ مهامها بواسطة قطع بحرية أمريكية فقط رغم أنها مشكلة بمشاركة عدة دول. ومن ثَم، تفضل قوات التأمين البحري التركيز على منطقة بحرية واحدة. وبامتداد المسؤولية الأمنية لتلك القوات البحرية من مضيق هرمز إلى باب المندب تقل قدرة القوات الأمنية على توفير الحماية اللازمة على حساب مضيق هرمز، وهو ما سيصب في صالح إيران، لأن إيران تسعى لتحقيق حرية أكبر في مضيق هرمز. وبالتأكيد تعتبر إيران أنه الوقت المناسب لذلك؛ حيث إن العالم مشغول بإسرائيل في غزة وفي الضفة الغربية وفي جنوب لبنان، ومن غير الحرب على غزة لكان تركيز العالم انصب ضد الحوثيين وحدهم وإيران بالتأكيد، كما كان الوضع عام 2019.
الدكتور سَــــيد غُنــــيم
زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا
رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع
والأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسل