مدير منظمة الصحة العالمية عام 2023 كان حافلا بالإنجازات والتحديات الصحية
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن عام 2023 كان حافلا بالإنجازات والتحديات في مجال الصحة العامة العالمية، أبرزها الهجوم الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة والذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص -معظمهم من النساء والأطفال - وإصابة أكثر من 53 ألف شخص.
وفي رسالته بمناسبة نهاية العام، عبر تيدروس عن سعادته بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد جائحة كوفيد-19، بعد ثلاث سنوات من الأزمة والألم والخسارة للناس في كل مكان. وتطرق إلى إنجازات منها الإعلان أن جدري القردة "Mpox" لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، فضلا عن الموافقة على لقاحات جديدة ضد الملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا، وهي أمراض تهدد الملايين في مختلف أنحاء العالم، وخاصة الفئات الأكثر ضعفا.
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العامية كذلك، إلى إعلان خلو أذربيجان وطاجيكستان من الملاريا، والقضاء على مجموعة من الأمراض الاستوائية المهملة في بلدان متعددة، بما في ذلك مرض النوم في غانا، والتراخوما في بنين ومالي والعراق، وداء الفيلاريات اللمفاوية في بنغلاديش ولاو، والاقتراب من القضاء على شلل الأطفال، منوها ببدء 30 دولة أخرى استخدام لقاح فيروس الورم الحليمي البشري مع تقدم العالم نحو القضاء على سرطان عنق الرحم.
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أن عام 2023 كان أيضا عاما من المعاناة والتهديدات الهائلة، منها الهجوم المدمر على قطاع غزة والذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص - معظمهم من النساء والأطفال - وإصابة أكثر من 53 ألف شخص. وتحدث عن تعرض المستشفيات والعاملين في مجال الصحة لهجمات متكررة، بينما لا تقترب جهود الإغاثة من تلبية احتياجات الناس.
وأشار إلى أنه اعتبارا من 22 ديسمبر، كان 9 فقط من أصل 36 مرفقا صحيا في غزة يعمل بشكل جزئي، مع أربعة مرافق فقط تقدم أبسط الخدمات الأساسية في الشمال. وقال: "ولهذا السبب، ندعو مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وأردف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قائلا إن الحروب والأعمال العدائية المسلحة تفشت للأسف في العديد من المناطق الأخرى حول العالم بما فيها السودان وأوكرانيا وإثيوبيا وميانمار وسوريا، وأشار إلى آثار الزلزال المدمر في تركيا في فبراير الماضي.
وأكد أنه بدون السلام لا توجد صحة، وبدون الصحة لا يمكن أن يكون هناك سلام، مشيرا إلى أن انعدام الأمن والفقر وعدم الحصول على المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، أذكى انتشار الأمراض المعدية في العديد من البلدان. ونبه الدكتور تيدروس إلى أن عودة ظهور الكوليرا تثير القلق بشكل خاص، مع تسجيل عدد قياسي من حالات تفشي المرض في جميع أنحاء العالم.
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أنه لا تزال هناك فجوات فيما يتعلق بالاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ، لمنع الوباء التالي، مؤكد أن عام 2024 يقدم فرصة فريدة لمعالجة هذه الثغرات.
وأشار إلى أن الحكومات تتفاوض على أول اتفاقية عالمية على الإطلاق لحماية المجتمعات والبلدان والعالم من التهديد الذي تشكله الأوبئة، موضحا أن الاتفاقية صممت لسد الفجوات في التعاون العالمي والتعاون والإنصاف. وأكد أن تلك الاتفاقية والخطط الرامية إلى تعزيز اللوائح الصحية الدولية، تشكل إجراءات فارقة تتخذها الحكومات لخلق عالم أكثر أمانا وصحة.
وبينما تكمل منظمة الصحة العالمية عامها الـ 75، أعرب الدكتور تيدروس عن الأمل في أن يجلب العام الجديد السلام والصحة والرخاء لجميع الناس في جميع أنحاء العالم.