اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الحصاد الإسلامي لعام 2023

القضية الفلسطينية العادلة كانت بطلة الحصاد الأولى بلا منازع.
اللغة العربية استحوذت على اهتمام كبير من المنظمات الإسلامية.
الطيب شخصية العام الإسلامي لمواقفه الثابتة تجاه قضايا أمته.

كتبه: أحمد بدر نصار

القمة العربية والإسلامية 2023
تُعد 2023، سنة غير عادية، وربما سيقف أمامها التاريخ طويلًا؛ فقد شهدت كثيرًا من الأحداث، ولا سيما في عالمنا العربي والإسلامي، ولعل أبرز حدث في حصاد 2023، يتمثل في الحرب على غزة، التي انطلقت منذ بدء طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر 2023 الذي قامت به المقاومة الإسلامية "حماس"، والحقيقة أن هذه الحرب كشفت عصابة نتنياهو على حقيقتها أمام العالم، وأنهم لا يعرفون عن أخلاقيات الحرب أدنى درجات الإنسانية؛ إذ عملوا على هدم كل شيء في قطاع غزة، لم يعد قطاعًا صالحًا للعيش، حتى لم يتركوا المساجد والكنائس، والأماكن الأثرية، كانوا وما زالوا أشبه بالتتار. وتعد القمة العربية الإسلامية التي دعت لها المملكة العربية السعودية، في يوم السبت الحادي عشر من نوفمبر الماضي، من أبرز الأحداث حيث شهدت القمة اجتماعًا من قبل زعماء وملوك العالم العربي والإسلامي، الذين خرجوا بتوصيات مهمة تمثلت في ضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية، وقد حملوا جيش الاحتلال المسئولية تجاه ما يتعرض له المدنيون من قتل متعمد وهدم المستشفيات وتدمير المساجد والكنائس والبنية التحية.
رئيس رابطة العالم الإسلامي في جامعة القاهرة
ومن أبرز الأحداث خلال العام الماضي، هو استضافة جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد الخشت، للمحاضرة التذكارية التي ألقاها الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية، حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، وحضور الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والسفير أسامة نقلي سفير المملكة العربية السعودية بمصر، والدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وكوكبة من رؤساء الجامعات المصرية، ونواب رئيس جامعة القاهرة، وعمداء الكليات.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد الخشت، أن وجود شخصية بارز ولها ثقلها في العالم الإسلامي مثل شخصية الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، داخل قبة جامعة القاهرة له الكثير والعديد من المعاني والدلالات، التي تستلزم التوقف لتوضيحها وتتمثل في توسيع آفاق التعاون بين جامعة القاهرة والهيئات العالمية الكُبري من الشرق والغرب ليس فقط في المجالات البحثية والأكاديمية والعلوم الطبيعية والرياضية، بل أيضًا في مجال الفكر الإنساني وتجديد الخطاب الديني.
وخلال المحاضرة أكد رئيس رابطة العالم الإسلامي، وجود إرث كبير من الأفكار والسجالات العميقة وصلت إلى صدامات وصراعات ومحاكمات وحروب على مدار أعوام مضت شرقًا وغربًا، كانت أكثر فظاعة في الغرب بشهادة التاريخ مثل حرب الـ30 عامًا التي مزقت أوروبا وغيرت خريطتها، وكانت شرارتها الأولي حربًا دينية ثم تحولت بعد ذلك إلى حرب ذات مصالح سياسية، إلى جانب الحرب العالمية الأولي والثانية وما ترتب عليها من آثار جسيمة.
وأشار إلى أن الإنسان بطبيعته ليس معصومًا من الخطأ ولا يمتلك الحقيقة المطلقة، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى أمر الناس بالإعراض عن الجاهلين، موضحًا أن مستجدات الفكر الإنساني تتصف بالاستمرار في الحراك والتغير بشكل يومي، وهو ما يتطلب التعامل مع هذا التغيير المستمر من خلال إعمال العقل المفكر الذي من شأنه أن يتعامل بشكل سليم مع تلك المستجدات.
وفي ختام المحاضرة، قام الدكتور الخشت بمنح الشيخ العيسى درع الجامعة الذهبية، كما قام الشيخ العيسى بمنح الدكتور الخشت، درع رابطة العالم الإسلامي ودرع رابطة الجامعات الإسلامية.
ويُذكر أن الشيخ "العيسى"، أيضًا قد زار معهد المخطوطات العربية ورافقه الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور محمد بن سعيد المجدوعي، مساعد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي؛ وذلك في مقر المعهد بالقاهرة صباح الثلاثاء الموافق 06 من جمادى الآخرة 1445 هـ - 19 من ديسمبر 2023 م.

مؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي

من الأحداث المهمة في عام 2023، انطلاق فعاليات المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة بالدوحة، أعمال يومه الأول، الذي شهد تشكيل مكتب المؤتمر، ولجنة التراث في العالم الإسلامي، واعتماد تقرير الاجتماع الـ18 للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، واعتماد الوثائق المقدمة من الإدارة العامة للإيسيسكو.
وانطلقت جلسات عمل المؤتمر يوم الإثنين (25 من سبتمبر 2023)، عقب الجلسة الافتتاحية، باعتماد تشكيل مكتب المؤتمر برئاسة دولة قطر، وجمهورية السنغال نائبًا، والجمهورية التونسية مقررًا، كما اعتمد المؤتمر تقرير المنظمة حول إنجازاتها في المجال الثقافي بين دورتي المؤتمر، الذي قدمه الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال بالإيسيسكو، أشار فيه إلى جهود المنظمة للمساهمة في تجديد العمل الثقافي، ومقترحها بإضافة هدف ثامن عشر لأهداف التنمية المستدامة 2030، وتقديمه إلى الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، وقد أعلن الشيخ عبد الرحمن بن حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة بدولة قطر تبني الدوحة لهذا المقترح.
وأشار الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، إلى أنه خلال لقائه السيدة أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، في نيويورك عرض عليها هذا المقترح ورحبت بالمقترح.
كما قدم الدكتور وليد السيف، رئيس لجنة التراث في العالم الإسلامي، تقريرًا حول أبرز جهود اللجنة خلال دورتها السابقة، واعتمد المؤتمر التشكيل الجديد للجنة التراث في العالم الإسلامي، حيث ضمت في عضويتها كلًّا من: المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وجمهورية بوركينا فاسو وجمهورية الغابون وجمهورية بنين وجمهورية السنغال وماليزيا وبروناي دار السلام وجمهورية كازاخستان، بالإضافة إلى دولة فلسطين، العضو الدائم باللجنة، ودولة قطر بصفتها رئيس المؤتمر.
وعرض السيد نجيب الغياتي، المستشار الثقافي للمدير العام للإيسيسكو، وثيقة آليات تطوير برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، حيث تضمنت مقاربة جديدة لاختيار عواصم الثقافة، واعتمد المؤتمر الوثيقة، التي تضمنت أسماء المدن المقرر الاحتفاء بها ضمن البرنامج خلال الأعوام المقبلة وهي: شوشة بجمهورية أذربيجان لعام 2024، وسمرقند بجمهورية أوزبكستان لعام 2025، والخليل بدولة فلسطين، وأبيدجان بجمهورية الكوت ديفوار لعام 2026، وسيوة بجمهورية مصر العربية لعام 2027، ولوسيل بدولة قطر لعام 2030.
واستعرض الدكتور غانم بن مبارك العلي، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة القطرية، نتائج اجتماع المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، وتقريرًا حول الأنشطة التي تضمنتها احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، بعنوان “قصة نجاح وتميز”.
وقدم الدكتور نامي صالحي، المشرف على مركز الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، الخطوط العريضة لبرنامج تثمين الكنوز البشرية الحية والمعارف التقليدية في العالم الإسلامي، في حين قدم السيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية بالإيسيسكو، مشروع وثيقة إستراتيجية مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في العالم الإسلامي، وتم اعتماد الوثيقتين.
وعرض رئيس وفد المملكة العربية السعودية مبادرة خاصة بطرق الحج، ومشروع المؤشرات الثقافية لدول العالم الإسلامي، حيث رحب المؤتمر بالمبادرتين وتم اعتمادهما.
وشهدت جلسة العمل الثانية للمؤتمر إلقاء رؤساء وفود الدول المشاركة كلماتهم، لتبادل الرؤى والأفكار حول أهمية تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي، والوسائل والآليات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.

100 منحة مصرية لدعم المواهب بدول العالم الإسلامي
في السابع من أكتوبر الماضي، كان العالم الإسلامي على موعد مع هدية قيمة من مصر، حيث افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء نيابة عن رئيس الجمهورية، الاحتفالية الدولية الكُبرى التي نظمتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لإطلاق، عام الإيسيسكو للشباب، بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو- ألكسو- إيسيسكو)، والدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، وعدد من وزراء الدول الإسلامية، والسفراء، ورؤساء الهيئات والمنظمات الدولية، وقيادات الوزارة ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية.
في بداية الاحتفالية، شهد الدكتور مصطفى مدبولي نموذج محاكاة للمؤتمر العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وناقش خلاله الشباب ممثلو الدول الأعضاء التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال والعلوم الإنسانية، وقدموا توصيات لمواجهة هذه التحديات، كما تم استعراض مُخرجات مختبرات الابتكار لشباب الإيسيسكو من العالم الإسلامي وخارجه، التي استضافها مركز الإبداع والابتكار بجامعة عين شمس، ومناقشة مجموعة من الأفكار والمقترحات بهدف المساهمة في وضع إستراتيجيات كفيلة لتحسين الظروف التعليمية والاجتماعية وحماية وتثمين التراث بدول العالم الإسلامي.
وفي كلمته، أكد عاشور على اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة العمل على تقديم جميع سبل الدعم للشباب باعتبارهم المحرك الرئيسي لقاطرة التنمية الشاملة، منوهًا في الوقت نفسه بأن تقديم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي «100 منحة للتعليم في جامعاتنا» بوصفها مساهمة من مصر لدعم المواهب بدول العالم الإسلامي، وذلك في 4 مسارات تعليمية وهي: مسار العلوم والتكنولوجيا، ومسار الابتكار وريادة الأعمال، ومسار الفنون والآداب والثقافة، ومسار جودة الحياة والصحة، موضحًا أنه سيتم تقديم الـ 100 منحة في مؤسسات التعليم العالي ذات الطابع الدولي، مؤكدًا أنه يتم تقديم 337 برنامجًا بينيًّا قائمًا على شراكات أجنبية، ويتم رعاية تلك المنح ضمن مبادرة «مصر للمنح الدراسية والسياحة التعليمية EGYAID»، التي تم إطلاقها في أغسطس الماضي.
وثمن عاشور حصول جمهورية مصر العربية على رئاسة المؤتمر العام لمنظمة الإيسيسكو في عام 2021 ولمدة 4 سنوات (2021 – 2025)، لافتًا إلى أن المؤتمر يتألف من وزراء الدول أو نوابهم الذين تعينهم حكوماتهم، ويتم عقد الاجتماع كل 3 سنوات.
جدير بالذكر أن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، تأسست عام 1979، ويقع مقرها في مدينة الرباط المغربية، وتضم في عضويتها 54 دولة (17 دولة من المنطقة الإفريقية، و21 دولة من المنطقة العربية، و14 دولة من المنطقة الآسيوية، ودولتين من منطقة أمريكا اللاتينية)، فضلًا عن دولتين بصفة مراقب، وقد انضمت جمهورية مصر العربية إليها عام 1984، وتهدف المنظمة إلى تحقيق الترابط والتكامل والتنسيق الإستراتيجي بين دول العالم الإسلامي في مجالات اختصاصها، فضلًا عن تقوية قدرات المنظمات التربوية وتحسين مؤشراتها في الدول الأعضاء، بالإضافة إلى تحفيز التنمية الثقافية الشاملة لشعوب العالم الإسلامي.

الإيسيسكو ونافذة دبلوماسية على اللغة العربية
نجح مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الرباط، في احتضان أعمال المؤتمر الدولي “نافذة دبلوماسية على اللغة العربية”، الذي عُقد يوم الثلاثاء 26 من ديسمبر 2023.
وقد شهدت فعاليات المؤتمر الدولي، الذي نظمته الإيسيسكو احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية؛ حضورًا لمسئولين وسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى المغرب، وخبراء دوليين وأساتذة بعدد من الجامعات المرموقة.
وأكد المؤتمر أهمية تطوير برامج تعليم اللغة العربية لأهداف دبلوماسية، وبمكانة لغة الضاد الحضارية وأثرها الفعال في أروقة السياسة والدبلوماسية، وشهدت أيضًا فعاليات المؤتمر، عقد دورة تدريبية تخصصية حول الطرق الحديثة لتعليم اللغة العربية لأغراض دبلوماسية.
وفي 3 من أكتوبر 2023، عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، احتفالية دولية كبرى لإطلاق "عام الإيسيسكو للشباب"، وذلك يوم السبت الموافق 7 من أكتوبر 2023، بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من وزراء الدول الإسلامية، والسفراء، ورؤساء الهيئات والمنظمات الدولية، ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، والشخصيات العامة، ورجال الأعمال والصناعة والشباب والأساتذة والعلماء والخبراء والباحثين فى مختلف التخصصات العلمية والتربوية والثقافية من مصر ودول العالم الإسلامي.
وأوضح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الاحتفالية تتضمن عددًا من الموضوعات الهامة، منها: رؤية الإيسيسكو في مجال بناء قدرات شباب دول العالم الإسلامي، وكذا جهود الدولة المصرية في رعاية وتمكين الشباب في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فضلًا عن دور وزارة التعليم العالي في دعم المبدعين والمبتكرين، لافتًا إلى تكريم مجموعة من الشباب المبدعين والنابغين والمبتكرين في العالم الإسلامي.
"التمكين مقابل التعليم" في اليمن
انطلق في محافظة لحج بالجمهورية اليمنية، نشاط التمكين مقابل التعليم، الذي سيتم تنفيذه في خمس محافظات يمنية لتدريب وتأهيل أسر معيلات الأيتام، ضمن مشروع استلحاق التعليم للفتيات المتسربات من المدرسة في اليمن، تنفيذًا للاتفاقية الموقعة بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ووزارة التربية والتعليم اليمنية ومؤسسة ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية.
ويهدف نشاط التمكين مقابل التعليم إلى مساعدة معيلات الطالبات الأيتام، وتزويدهن بالمهارات الحياتية والمهنية التي تمكنهن من الاعتماد على أنفسهن، للمساهمة بعودة بناتهن واستمرارهن في العملية التعليمية، حيث تستفيد من هذا النشاط 280 متدربة على مدار 14 دورة تدريبية في عدد من المجالات، منها الخياطة والتطريز والبخور والعطور ودورات التقنية ودورات التصوير والصناعات الغذائية، وذلك في محافظات لحج وأبين ومأرب وحضرموت وسقطرى.
مجلس حكماء المسلمين 2023
ومن جانبه كشف مجلس حكماء المسلمين، عن حصاده خلال عام 2023، مؤكدًا حرصه الشديد على تكريس الاهتمام والتفاعل المستمر مع قضايا الأمة العربية والإسلاميَّة، والالتزام بدعم الجهود، التي من شأنها العمل على دعم وتعزيز دور قادة الأديان في مواجهة التَّحديات العالمية، مستلهمًا من رؤيته الشاملة بأهمية تعزيز ثقافة السلام والتسامح ونشر القيم الإنسانية ومبادئ التَّعايش الإنساني، ومحاربة التطرف والإرهاب، وتبنِّي الحوار الثقافي والديني بين الشعوب والثقافات بوصفه أساسًا للتنمية والازدهار.
القضية الفلسطينية
تعد القضية الفلسطينية، من أولويات المجلس خلال عام 2023، خاصة في ظل الحرب الوحشية التي يشهدها قطاع غزة والأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الصهيوني الذي لم يتوقف عن فعل المزيد من جرائم الحرب من قتل الأطفال والنساء وهدم البنية التحتية بصورة كاملة؛ فقد بلغت حصيلة الشهداء أكثر من 21 ألف شهيد، فضلًا عن تشريد عشرات الآلاف ممَّن فقدوا السكن والمأوى ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الأعزل؛ حيث أدان المجلس من خلال بياناته هذا العدوان الذي ينتهك القوانين والأعراف الدوليَّة والإنسانية.
وطالب المجلس في أكثر من مناسبة بضرورة وقف الحرب في قطاع غزة، وتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء بإيصال المساعدات اللَّازمة، وضمان إقرار حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الأزمة السودانية
لم ينسَ مجلس حكماء المسلمين، الأزمة الكبيرة التي يعيشها السودان في الوقت الراهن فقد دعا في أكثر من بيان له ، إلى ضرورة إنهاء الصراع الدائر حاليًّا، والعمل الفوري على تحقيق الوحدة والسلام ووقف الاقتتال الداخلي، وأهمية حفظ الأمن والاستقرار وإنهاء الانقسامات وتعزيز روح المصالحة والتضامن بين أبناء الشعب السوداني.
كما كان مجلس حكماء المسلمين حريصًا كل الحرص على إدانة كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب في جميع أنحاء العالم، وذلك انطلاقًا من رؤيته الهادفة لتعزيز الحوار والتعايش المشترك ورفض جميع أشكال العنف والكراهية والتَّعصب والإرهاب.
وكان للمجلس موقف مشرف تجاه حملات الممنهجة لإهانة وحرق المصحف الشريف، حيث أعلن عن إدانته لمل هذه الممارسات الاستفزازية للعالم الإسلامي، التي تتنافى مع جميع الأعراف والمواثيق الدولية التي تدعو إلى ضرورة احترام وقبول الآخر وعدم الإساءة للمقدسات والرموز الدينية، مشددًا على أن هذا السلوك الإجرامي يبرهن على عنصرية بغيضة تترفَّع عنها كل الحضارات الإنسانية، داعيًا إلى ضرورة وقف بثِّ خطاب الكراهية وإثارة الفتن، واحترام معتقدات الآخرين، وهو ما بدا واضحًا أيضًا في ترحيب المجلس بقرار البرلمان الدنماركي الخاص الذي نصَّ على حظر "المعاملة غير اللائقة" للنصوصِ الدينيَّة ذات الأهمية الدينية الكبيرة لمجتمعات دينيَّة معترف بها، الذي يحظر عمليًّا حرق المصحف، مؤكِّدًا أن إقرار هذا القانون يعد خطوة مهمة من شأنها أن تُسهِمَ في تعزيز روح التسامح والتعايش المشترك والاحترام المتبادل للمقدسات والرموز الدينية، داعيًا ف يالوقت نفسه البلدان التي تشهد اعتداءاتٍ مماثلة على الحريات والمقدسات الدينية إلى سَنِّ تشريعات مماثلة للتصدي لخطابات التعصب والكراهية والإسلاموفوبيا.
منظمة التعاون الإسلامي 2023
كان لمنظمة العالم الإسلامي، التي تتخذ من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مقرًّا رئيسيًّا لها؛ دور مهم في التفاعل مع عدد كبير من قضايا العالم الإسلامي، وكان أبرزها القضية الفلسطينية حيث تُعد أول منظمة دولية إسلامية تدعو إلى اجتماع طارئ لبحث الحرب في غزة ونددت بالحرب وطالبت المجتمع الدولي بضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات دون شروط، وحماية المدنيين، كما رحبت المنظمة بما قامت به جنوب إفريقيا، من إقامة دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لارتكابها جريمة الإبادة الجماعية.
وطالبت المنظمة المحكمة بسرعة الاستجابة واتخاذ التدابير العاجلة من أجل وضع حد لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.

المسابقة القرآنية الرابعة للطلاب الوافدين
في ظل رسالة الأوقاف العالمية، لنشر الفكر الوسطي المستنير في مختلف دول العالم، وحرصها الشديد على رعاية الطلاب الوافدين الباحثين عن صحيح العلم الشرعي والفكر الوسطي، عقد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف مسابقته الرابعة للقرآن الكريم للطلاب الوافدين المقيدين على منحة المجلس أو الدارسين بالأزهر الشريف أو بأي من الجامعات المصرية أو المعاهد الأزهرية والمعاهد العليا، وقد تضمنت المسابقة فرعين، هما الأول: حفظ القرآن الكريم كاملًا مع فهم معانيه، والثاني: حفظ القرآن الكريم كاملًا لأصحاب الصوت الحسن.
كما حصل الفائزون في هذه المسابقة على مكافآت مالية قيمة، وكذلك مكتبات علمية من إصدارات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وتم ترشيح الناجحين منهم للمشاركة في مسابقة الأوقاف العالمية الثلاثين للقرآن الكريم، التي عقدتها الوزارة خلال شهر ديسمبر من العام 2023م، وذلك بتخصيص فرع للطلاب الوافدين بالمسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم في حال فوز خمسة فأكثر منهم بتميز في هذه المسابقة، وكانت المسابقة ناجحة للغاية.
العالمية للشباب الإسلامي وملتقى المرأة
تحت رعاية المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، قام مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمصر، بتنظيم باكورة ملتقياته لطالبات الجامعات المصرية، تحت شعار: "المرأة والمجتمع.. شراكة أم تهميش"، حيث شارك في الملتقى ثمانون طالبة يمثلن أكثر من ثلاثين جنسية، في مدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية، وكان ذلك خلال الفترة من 19 إلى 22 من أغسطس 2023 م.
وافتتحت الملتقى، الدكتور نهلة الصعيدي مستشار فضيلة شيخ الأزهر، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، وكذلك سعادة الأستاذ الدكتور حامد أبو طالب مستشار فضيلة شيخ الأزهر، الأمين العام المساعد للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، ونخبة من الجامعات المصرية.
وكان الملتقى قد نجح في ترسيخ قيمة المشاركة والاندماج المجتمعي للفتاة من خلال تقديم نماذج معاصرة للمرأة الناجحة، والعمل على ضرورة تطوير شخصية الفتاة لكي تتلائم مع تطورات العصر ومتطلبات المستقبل، من خلال برامج وفعاليات ثقافية وفنية وترفيهية على مدار أيام الملتقى.

فعاليات البحوث الإسلامية2023
نشرت مَجلة الأزهر الشريف عن حصادها، خلال عام 2023، وكان أبرز هذا الحصاد من نصيب القضية الفلسطينية، نشرت مَجلة الأزهر الشريف في ملفٍّ خاصٍّ بعدد جمادى الأولى لعام 1445هـ؛ عددًا من الموضوعات المهمَّة تحت عنوان: "نصرٌ مِن الله وفَتْحٌ قريب"، التي منها: مقال للأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، بعنوان: "الصهيونية وعداوة السِّلْم"، ومقال للأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، بعنوان: "مِن تصوير اليهود في القرآن الكريم"، ومقال للأستاذ الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق والأمين العام لهيئة كبار العلماء وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بعنوان: "تحرير القدس مرهون بتضامن العرب والمسلمين"، ومقال للأستاذ الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بعنوان: "الصِّهيونية والإفساد في الأرض".
واستمرارًا في دعمها للقضية الفلسطينية، نشرت مجلة الأزهر في عدد جمادى الآخرة لعام 1445هـ؛ عددًا من الموضوعات الكاشفة عن الوجه الحقيقي للصهيونية، والخاصَّة بالأحداث الجارية على أرض فلسطين المحتلة، وحرب الإبادة الصِّهيونية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومن هذه الموضوعات: مقال للأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، بعنوان: "الصِّهيونية وإبادة الإنسانية"، ومقال للأستاذ الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق والأمين العام لهيئة كبار العلماء وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بعنوان: "تباين المواقف من حرب غزة وموقف الشَّرع منها"، إضافةً إلى عدد من المقالات التي كشفت عن سرقة اليهود للفكر الإسلامي، وفنَّدت مزاعم تفوُّق اليهود على سائر الأمم، وسلَّطت الضوء على الدَّعم الأمريكي والغربي للكِيان الصِّهيوني.
كما نشرت مَجلة الأزهر الشريف عددًا من التغطيات الصحفية لندوات المجلة، خلال عام 2023 التي نظَّمتها الأمانة العامَّة المساعدة للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية؛ برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف: فضيلة أ. د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة أ. د. نظير عيَّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير المجلة.
الشيخ أحمد الطيب شخصية العام
نستطيع أن نرشح وبقوة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بوصفه شخصية العام في العالم الإسلامي لمواقفه القوية والثابتة والداعمة لقضايا أمته، فمنذ تولي المسؤليه في مارس 2010، وفضيلته يقدم مواقف مشرفة وقوية تجاه قضايا العالم الإسلامي، ويكفي ما قاله رئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور محمد المحرصاوي في بيان رسمي سابقًا له، أن "سنوات الطيب في المشيخة سوف يسطرها التاريخ بأحرف من نور" -وفق تعبيره.
وأكد "المحرصاوي" أن مؤسسة الأزهر الشريف -جامعًا وجامعة- برئاسة الطيب، شهدت نهضة غير مسبوقة على جميع المستويات محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وكانت حافلة بالعطاء والإنجازات، التي تؤكد عالمية رسالة الأزهر الشريف وأنه القوة الناعمة لمصر، بينما يرى وكيل الأزهر الأسبق عباس شومان، أن الطيب لم يبقَ الأزهر بعيدًا عن الواقع. وأشار في تصريحات صحفية إلى أنه أدخل التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية والمؤسسية لمواكبة العصر.
ومن أبرز مواقف الشيخ الطيب، في عام 20123، مواقفه القوية والثابتة، تجاه ما تعرضت له غزة من حرب أقل ما توصف بالوحشية غير المسبوقة في تاريخ الحديث، وأعلن فضيلته بشكل واضح وصريح في رسالة إلى الزعماء وملوك العرب بالقمة العربية الإسلامية التي عُقدت في نوفمبر الماضي في الرياض، جاء فيها: "إلى قادتنا وزعمائنا العرب المجتمعين في القمة العربية: ندعو الله سبحانه أن يوفق مساعيكم في وقف العدوان والإبادة التي يتعرَّض لها إخوتنا في فلسطين العزيزة، وإيصال المساعدات الإنسانية، والوصول إلى حلٍّ عاجل لوقف شلالات الدماء البريئة، التي يعلم الله والناس جميعًا في الشرق والغرب أنها بريئة، ووضع حد لهذه القسوة التي لا تحتملها طاقة بشر".
وأكمل فضيلته قائلًا: "نحن -شعوبكم- نشُد على أيديكم، ونقف خلفكم، وكلنا أمل وثقة في أن تسخروا كل ما آتاكم الله به من قوة وعدة وعتاد ومن حكمة وخبرة وسياسة لوقف هذا البغي الصهيوني على أهلنا في فلسطين، وتذكَّروا أن وقف العدوان عن إخوتنا في فلسطين هو واجبنا الديني والشرعي، ومسئوليتنا جميعًا أمام الله عز وجل حكامًا كنا أو محكومين، {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}".
قتل غير مسبوق للصحفيين في غزة
من صور جرائم الحرب التي تمارسها عصابة نتنياهو، في قطاع غزة، هو قتل كل من يمشي على الأرض، دون اعتبار لأي معايير دولية أو حتى أخلاقية، ومن بين هؤلاء الفئات تأتي فئة الصحفيين الذين استشهد منهم ما يقارب نحو 100 صحفي، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، وبحسب لجنة حماية الصحفيين، كما خسر صحفيون آخرون أفرادًا من عائلاتهم، وكان أبرزهم مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح.
ومعظم الصحفيين الذين ارتقوا إلى السماء، فلسطينيون، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في اليوم الأخير من عام 2023، عن استشهاد صحفيين اثنين في قطاع غزة؛ ما يرفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 105 منذ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة.
ومن أبرز من نالوا شرف الشهادة، كان عبد الله علوان، وهو إعلامي ومتخصص في التعليق الصوتي، في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول، في غارة جوية إسرائيلية على منزله في جباليا شماليَّ غزة، وعلوان كان مقدمًا إذاعيًّا في إذاعة القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية، كما عمل مع عدة وسائل إعلام منها الجزيرة ومنصة ميدان.
وفي آخر ما كتبه علوان على صفحته عبر فيسبوك علّق قائلًا: "70 يومًا مضت وكل يوم نستقبل صباحه بكلمة: كانت هذه الليلة أصعب ليلة في الحرب! كل الأيام والليالي تشبه بعضها في المأساة والمعاناة، بل كل يوم يأتي أسوأ من الذي قبله! هذا هو الوصف المختصر لأيام الحرب".
كما استُشهد عبد الله درويش، مصور قناة الأقصى، في الأول من ديسمبر، في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، وكذلك استشهدت آيات خضُّورة، وهي صحفية مستقلة ومقدمة بودكاست، في العشرين من نوفمبر، مع عدد من أفراد عائلتها، في غارة جوية إسرائيلية على منزلها في بيت لاهيا شماليَّ غزة، وأيضا نال شرف الشهادة الصحفي بلال جاد الله، رئيس مجلس إدارة بيت الصحافة، في التاسع عشر من نوفمبر، في غارة جوية إسرائيلية وهو في سيارته، واستُشهد الكاتب الصحفي والمحلل مصطفى الصواف، مع زوجته واثنين من أبنائه، في الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني في غارة إسرائيلية على منزله في ساحة الشوا بمدينة غزة.
ويُعد الصواف الذي يلقبه البعض بـ"عميد الصحفيين الفلسطينيين" أحد أشهر وأبرز الصحفيين الفلسطينيين.