أدعية شهر رجب.. وحديث مشهور على لسان الشيوخ لا يصح عن النبي ﷺ
ساعات قليلة تفصل الأمة الإسلامية عن استقبال شهر رجب وهو من الأشهر الحرم؛ ويعد الدعاء طاعة لله وامتثالًا لأوامره جل في علاه؛ ويقول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
دعاء شهر رجب
قال ابن عثيمين رحمه الله: "لم يرد في فضل رجب حديثٌ صحيح، ولا يمتاز شهر رجب عن جمادى الآخرة الذي قبله إلا بأنه من الأشهر الحرم فقط، وإلا ليس فيه صيام مشروع، ولا صلاة مشروعة، ولا عمرة مشروعة ولا شيء، هو كغيره من الشهور".
وروى عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (2346) والطبراني في "الأوسط" (3939) والبيهقي في "الشعب" (3534) وأبو نعيم في "الحلية" (6/269) من طريق زَائِدَة بْن أَبِي الرُّقَادِ قَالَ: نا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ)، وهذا إسناد ضعيف، زياد النميري ضعيف، ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: لا يجوز الاحتجاج به.
أدعية عامة في شهر رجب
ويمكنك عزيزي القارئ أن تدعو بقولك: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا يا أرحم الراحمين اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين).
« اللهمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَ شَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَ غَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ».
«اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ».
وأبرزت السنة المطهرة، على لسان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، شهر رجب كواحد من الأشهر الحرم التي خصها الله بذكرها في القرآن الكريم. وقد جاء في سورة التوبة: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) سورة التوبة الآية 36.
وأكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أهمية شهر رجب وذكره في أحاديثه. روى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي قال: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرٌّ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".
وتأتي الشهور الحرم بجانب شهر رمضان بفضل خاص، حيث تشمل ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. وفي هذا السياق، يعد شهر رجب من أشرف الشهور.
تعد الأسماء المتعددة لشهر رجب من إشارات تدل على شرفه وكماله في مجموعة من الأمور. وقد ذكر العلامة الفيروز آبادي في "بصائر ذوي التمييز" والعلامة ابن دحية الكلبي في "أداء ما وجب من بيان وضع الوضَّاعين في رجب" مجموعة من الأسماء لشهر رجب، مثل "الفرد" و"الأصم".
وتُظهر الأحاديث التي تناولت فضل شهر رجب بأنه شهر يستحق الاهتمام، حيث روى النسائي وغيره حديثًا عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال فيه: "يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ».
وتظهر مشابهة بين شهر رجب وشهر رمضان، حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم رجب تمهيدًا للشهر الفضيل، وهو ما يعكس أهمية هذا الشهر وتشابهه بفضائل شهر رمضان.