اختتام المؤتمر الدولي الرابع.. عام الشعر أصالة الإرث وعالمية الأثر في السعودية
اختتمت جلسات "المؤتمر الدولي الرابع" عام الشعر 2023 "أصالة الإرث وعالمية الأثر" التي أقامها قسم اللغة العربية وآدابها بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالشراكة مع جائزة الملك فيصل، على مدى يومين.
وتناول المؤتمر محاور أساسية أبرزها: عالمية الشعر العربي، وأساليب الأداء في الشعر العربي، والشعر والفلسفة، والشعر الفصيح والعامي: الامتداد والطبيعة الفنية، والاستثمار الاقتصادي والإعلامي للشعر العربي، وهو بذلك يثمن قيمة المنجز الشعري بمستوييه الفصيح والنبطي، ويعتمد طرحًا غير مألوف لقضايا الشعر العربي في إطار الوعي براهنه ومستقبل الطروحات التي تشغل الباحثين في حقول الإنسانيات.
ويهدف المؤتمر إلى الإسهام في دراسة الشعر العربي في ظل الرهانات المعاصرة، ومعالجة الظاهرة الشعرية معالجة بينية، واستجلاء دور الشعر الحيوي في إثراء الثقافة العربية عبر العصور، وإبراز المكون الحضاري الشعري وتجذره في تاريخ الجزيرة العربية، والكشف عن الإمكانات الاستثمارية للشعر العربي، ودوره الفاعل في السياحة الثقافية، وتثمين قيمة المنجز الشعري العربي وإبراز ملامح حداثته وعالميته.
وبلغت عدد جلسات المؤتمر ست جلسات شملت نحو ثلاثين بحثًا محكمًا، تلاها مساحة للنقاش وطرح الأسئلة، وشارك في المؤتمر وإدارته مجموعة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والمتخصصين والمهتمين من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وعمان و مصر والجزائر وتونس واليمن وتركيا، كما حظيت جلسات المؤتمر بالاهتمام والمتابعة، إذ حضر ما يقارب 1500 حاضر اشتركوا في اهتمامهم بالمنجز الثقافي واللغوي والعربي "الشعر" في مختلف مستوياته وتجلياته وظواهره.
وفي ضوءِ ما ورد من الأعمال المقدّمة، وما ورد من الحضورِ من توصياتٍ، انتهى المؤتمرُ إلى التوصيات الآتية:
رفعُ برقيةِ شكرٍ للقيادة السعودية، ولمجلس الوزراء لاعتماد عام 2023 عامًا للشعر العربي، تفعيلُ دور الشعر العربي في المجتمعات العربية والعالمية، والاهتمام بمدونات الشعر العربي القديمة والحديثة، ودعمُ نشرِه في المجتمع العربي والعالمي؛ لأنه يمثلُ الروحَ العربيةَ المبدعةَ، أن يكونَ الشعرُ العربي مكوِّنًا أصيلًا في مقررات المؤسسات التعليمية ومناهجها، حفظًا وتعمقًا في فهمِهِ، وتذوقًا لأساليبه الجمالية، تنظيم المهرجانات الشعرية محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، دعمًا للشعر ونشره والاهتمام به، تنظيم المسابقات الشعرية على مستوى المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية؛ لتأصيلِ الشعرِ وتذوقِهِ وتعميقِهِ في نفوسِ المجتمعات.
الاهتمام في إطار الشعر ودراساته ونقده بقضايا الأدب الرقمي، والذكاء الاصطناعي وما يمكن أن تتحقق للشعر ودراساته ونقده من فوائد في إطار بهذه التِّقانة الحديثة، العملُ على استثمار التقنيات الحديثة في تدريس الشعر العربي وإذاعته ونشره والتأثر به، حثُّ أقسام اللغة العربية على مستوى العالم العربي على تبني مشاريعَ بحثيةٍ كُبرى مشتركةٍ تُعالج قضايا الشعرِ ودراستِهِ ونقدِهِ.
إنشاءُ مخابرَ تميزٍ بحثية تُعنى بالشعر العربي ودراساته ونقده على مستوى العالم العربي ومؤسساته الأكاديمية والثقافية، العملُ على ترجمة الأعمال الشعريةِ العربية الأصيلة، المؤسِّسَةِ لثقافةِ القارئِ الشعريِّةِ إلى أهم اللغات العالمية الحية وأكثرها انتشارًا في العالم، عبر ترجمات صادرة عن مؤسسات ذات مكانة اعتبارية في عالم الترجمة والنقل، العناية بالشعر المحكي، عبر لهجاته المختلفة والعمل على جمعه وتدوينه ودراسته، وبيان طبيعة صلته بلغات العربية القديمة، ومقدار تلك الصلة.
استثمار الفعاليات والمناشط السياحية في نشر الشعر وإقامة فعالياتها؛ التي تحفز الشأن السياحي والدخل الاقتصادي، تشجيع الفنانين على أداء فنونهم والأغاني الوطنية بالشعر العربي الفصيح أو بشعر اللهجات المحلية التي ترتقي في مستواها اللغوي إلى الاقتراب من مستوى اللغة الفصيحة، لتأصيل الاهتمام باللغة العربية والعناية بها، توجيه المنظمات والهيئات العربية والدولية المعنية بالثقافة والفنون إلى العناية بالشعر العربي وجعله في دوائر اهتماماتهم، الاهتمام بالشعر العربي وقضاياه في القنوات الإعلامية في العالم العربي نشرًا ودراسةً ونقدًا.
وأوصت لجنةُ التوصيات بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود بأن يكون موضوع مؤتمرها الدولي القادم هو "اللغةُ العربية وآدابها وتحديات العولمة".