هل ينجح مجلس الأمن في إعطاء قوة إلزامية لقرار ”العدل الدولية”؟
تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الأمن، التي ستنعقد الأربعاء المقبل، لمعرفة موقفه من قرار محكمة العدل الدولية، الذي دعا إسرائيل الجمعة إلى منع أي عمل "إبادة جماعية" محتمل في قطاع غزة.
يأتي هذا الاجتماع، بطلب من الجزائر "بغية إعطاء قوة إلزامية لحكم محكمة العدل الدولية في ما يخص الإجراءات الموقتة المفروضة على الاحتلال الإسرائيلي"، وفق ما قالت وزارة الخارجية الجزائرية.
وللتعليق على القرار المرتقب للمجلس، رأى نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور جواد العناني، أنه "في ظل الترقب لقرار مجلس الأمن، يجب على الدول العربية اتخاذ موقف وتحرك موحد للضغط على واشنطن والأوروبيين، لمنعهم من عرقلة إصدار قرار لصالح الفلسطينيين في المجلس".
وقال العناني إن "على الدول العربية عقد قمة فورية لدعم قرار محكمة العدل، وإيصال رسائل مفادها بوجود رفض عربي مسبق لأي موقف أمريكي أو أوروبي ضد قرار المحكمة".
وفي حال رفض إسرائيل لقرار من مجلس الأمن يجبرها على الالتزم بقرار المحكمة، أشار العناني إلى أنه "يمكن التعامل مع إسرائيل في هذه الحالة، بموجب الفصل السابع، وشن عمل عسكري دولي لإرضاخها للقرارات الدولية".
أما المحلل السياسي سلطان الحطاب، فقد استبعد "صدور فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرار المحكمة".
وقال الحطاب إن "اتخاذ واشنطن فيتو ضد قرار المحكمة، سيعمل على الإضرار بصورتها أمام العالم؛ لأن هذا يعني ضرب الديمقراطية والحريات الأمريكية بعرض الحائط وإدارة الظهر لها، وهذا سيعكس صورة سلبية عن الولايات المتحدة، وهذا ما لا تريده إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خاصة في ظل الانتخابات الرئاسة المرتقبة؛ لما لها من تأثير على حظوظه بالفوز".
وحول إمكانية تطبيق الفصل السابع على إسرائيل، إذا رفضت الامتثال لأوامر مجلس الأمن إن صدر لصالح قرار المحكمة، أفاد الحطاب بأن "تطبيق هذا السيناريو غير ممكن؛ لأن أمريكا تعتبر إسرائيل ابنها المدلل لأمريكا في المنطقة، ولن تقدم على قيادة تحالف دولي لردعها عسكريا كما فعلت مع العراق سابقا".
أما بشأن احتمالية تكرار إسرائيل، للموقف الروسي الرافض لقرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف الحرب ضد أوكرانيا، فأوضح الحطاب أن "هذا امر مستبعد؛ لأن إسرائيل ليست روسيا في إمكانياتها ووضعها السياسي والجغرافي، فإسرائيل باتت في الفترة الأخيرة شبه معزولة، والرأي العام العالمي ليس في صالحها".