انطلاق أعمال المنتدى المتوسطي للمياه بالعاصمة التونسية
انطلقت بالعاصمة التونسية، أعمال الدورة الخامسة للمنتدى المتوسطي للمياه تحت شعار "معًا نحو الاعتدال في الاستعمال المشترك للمياه"، بحضور ثلة من وزراء بلدان البحر الأبيض المتوسط، وعدد من السفراء.
ويشارك في هذه الدورة الخامسة مختصون في البيئة والمياه والزراعة الخبراء وصانعي القرار والمهنيين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني من منطقة البحر الأبيض المتوسط؛ بهدف تعزيز الإدارة المستدامة للمياه.
وفي كلمة له خلال افتتاح أعمال المنتدى، أكد ممثل الحكومة التونسي، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي أهمية موضوع المياه وندرتها المتفاقمة في السنين الأخيرة في المنطقة المتوسطية وفي العالم عمومًا.
وحذر من إصابة حوض البحر الأبيض المتوسط بالجفاف بسبب تزايد ندرة المياه في المنطقة وسوء الاستهلاك مما سيؤدي إلى آثار سلبية على الاقتصاد والتنوع البيئي في المنطقة.
وقال الوزير التونسي: إن انعقاد هذا المنتدى يأتي في ظل تغيرات مناخية قاسية، أهمها الفيضانات العارمة في مناطق الجفاف والحرائق الشديدة في مناطق أخرى.
وأشار إلى أن هذه الوضعية المأساوية تقود إلى صعوبة توفير حاجيات مختلف القطاعات من المياه ومن بينها القطاع الزراعي، الذي يمثل تهديدًا للأمن الغذائي.
ودعا وزير الفلاحة التونسي لإيجاد حلول عاجلة لمعضلة شح المياه على غرار تعزيز التخطيط والإدارة المتكاملة للموارد المائية وتحسين الكفاءة في الاستخدام، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتشجيع البحث والتطوير وزيادة الوعي البيئي.
وأجمع المتداخلون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى على أهمية موضوع المياه في المنطقة المتوسطية وفي العالم عمومًا في ظل ظاهرة ندرة المياه التي تعرفها المنطقة لعدة أسباب، أبرزها التغيرات المناخية والنمو الديمغرافي، مشيرين إلى أن شُح المياه من التحديات الإنمائية الأكثر إلحاحًا في العصر الحالي.
وتطرق المتحدثون إلى التحديات التي فرضها مشكلة الجفاف وندرة المياه على عدة مستويات اجتماعية واقتصادية وجيوسياسية ووقع ذلك على العلاقات الدولية.
وطرحوا في مداخلاتهم عددًا من الحلول لهذه المعضلة، وأبرزها تثمين المياه وترشيد استعمالاتها وضمان الإدارة الفعالة لتوزيع المياه على نحو مستدام ومنصف، بالإضافة إلى التوجه إلى تحليل مياه البحر والمياه الجوفية المالحة.
ويعد المنتدى المتوسطي للمياه الذي ينتظم بإشراف مجلس المياه العالمي والاتحاد من أجل المتوسط منصة فريدة من نوعها، حيث يجتمع الفاعلون الرئيسيون في القطاع لتبادل المعارف والخبرات ومناقشة التحديات المتعلقة بإدارة المياه في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتركز هذه الدورة الخامسة التي تسبق تنظيم المنتدى الدولي للمياه المزمع انعقاده بمدينة بالي الإندونيسية في مايو القادم على عدد من المواضيع مثل التأقلم مع التغيرات المناخية والإدارة المتكاملة لموارد المياه والتجديد التكنولوجي والحلول المستدامة الضمان مستقبل أكثر مرونة في مجال المياه.