من هو الصحابي الذي هاجر الهجرات الثلاث؟
من هو الصحابي الذي هاجر الهجرات الثلاث، وما هي تلك الهجرات؟ وما كانت وجهتها.. كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير ستجدونها في هذا التحقيق.
من هو الصحابي الذي هاجر الهجرات الثلاث
اختلف أهل السير والروايات في الصحابي الذي هاجر الهجرات الثلاث، والهجرات الثلاث المقصود بها الهجرة من مكة إلي المدينة أو الهجرة إلي الحبشة أو القدوم من أحدى المدن إلي مكة والمدينة وقد اختلفت الروايات حول كون الصحابي عبد الله بن قيس الأشعري، أو الصحابي مصعب بن عمير هو صاحب الهجرات الثلاث
عبد الله بن قيس الأشعريّ
يعدّ الصحابي الجليل عبد الله بن قيس الأشعريّ صاحب الهجرات الثلاث، الذي يُكنّى بأبي موسى الأشعري، فقد هاجر من اليمن إلى مكة المكرمة حيث المكان الذي يتواجد فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ من مكة المكرمة إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ثمّ من الحبشة إلى المدينة المنورة في الهجرة الثالثة، فلذلك سُمّي -رضيَ الله عنه- بصاحب الهجرات الثلاث.
نسبه ونشأته
الصحابي عبدالله بن قيس اسمه ونسبه اسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، وأمّه ظبية بنت وهب من بني عكّ، كانت من الذين دخلوا في الإسلام في المدينة المنورة وماتت فيها، يعود أصله إلى الأشعريّين، ومن إخوته: أبو عامر بن قيس، وأبو بردة بن قيس، وأبو رهم بن قيس، وإبراهيم بن قيس، ومجري بن قيس
إسلامه وجهاده
جاء أبو موسى الأشعريّ إلى مكة المكرمة مع إخوته ضمن مجموعة من الأشعريّين، ودخل في حلف سعيد بن العاص، ثمّ أعلن إسلامه وإخوته معًا، ثمّ كان من الذين هاجروا من مكة إلى أرض الحبشة، وقيل إنّه رجع إلى بلاده ولم يهاجر إلى الحبشة، والصحيح أنّ أبا موسى عاد إلى بلاده بعدما أعلن إسلامه، ثمّ عاد بعد ذلك مع إخوته في مجموعةٍ تضمّ ما يقرب من الخمسين رجلًا، حتى ركبوا البحر فأخذتهم الريح نحو أرض الحبشة التي كان يحكمها النّجاشي
ووافق وصولهم إلى أرض الحبشة خروج جعفر بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- منها حين أراد المسلمون العودة إلى المدينة المنورة، فوصلت سفينة جعفر بنفس الوقت الذي وصلت فيه سفينة الأشعريين، وكان ذلك وقت فتح خيبر.
ولمّا علم رسول الله بقدوم الأشعريّين بشّر أصحابه قائلًا في الحديث الذي رواه أبو أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- فقال: (يَقدَمُ عليكم غدًا أقوامٌ هم أرَقُّ قلوبًا للإسلامِ منكم. قال: فقَدِمَ الأشعريُّون، فيهم أبو موسى الأشعَريُّ، فلمَّا دَنَوْا من المدينةِ جَعَلوا يَرتَجِزون، يقولون:غَدًا نَلقَى الأحِبَّهْ، محمَّدًا وَحِزْبَه). ولمّا وصلوا إلى المدينة ولقوا رسول الله بايعوه على الإسلام، فقال فيهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الأَشعَرِيُّونَ فِي النَّاسِ، كصُرَّةٍ فيها مسكٌ).
من هو الصحابي الذي هاجر الهجرات الثلاث
الصحابي الجليل مصعب بن عمير
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، ووالدته فاطمة العامري، وتزوج مصعب بن عمير رضي الله عنه عن حمنة بنت جحش، وكانت له ابنة اسمها زينب تزوجت عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة.
وهو أحد الصحابة الذين أسلموا بعد وقت قصير من نزول الدعوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة “يثرب” ليدعو إلى الإسلام بعد البيعة الأولى للعقبة فنزل رضي الله عنه ضيفا في بيت أسعد بن زرارة، وسمي صاحب الهجرات الثلاث لهجرته إلى الحبشة. وإلى يثرب قبل الهجرة وإليها مرة أخرى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ألقابه
لقب الصحابي الجليل بعبد الله، كما تم تلقيبه بسفير رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان مصعب بن عمير رضي الله عنه أول من هاجر إلى المدينة المنورة.
وشارك رضي الله عنه في غزوات أحد وبدر، ونشأ في مكة المكرمة، وكان شابًا جميلًا وفاخرًا، يرتدي أحسن الثياب، وكان جيدًا- ذو مظهر مبهج، وكان معطرًا بأفضل العطور. صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في دار الأرقم، وسبب سريته على الإسلام خوفه من والدته من قومه أم خنس بنت مالك بن المدرب العامرية.
ظل مصعب بن عميرة رضي الله عنه يستر إسلامه حتى رآه أحد الرجال يصلي وهو عثمان بن طلحة، وأخبر قومه بما رأه فتم سجنه..
هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وهاجر معه مصعب بن عمير وكانت هذه هجرته الثالثة. في ذلك الوقت، عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوة بينه وبين سعد بن أبي وقاص. بينه وبين أبي أيوب الأنصاري أو دكوان بن عبد القيس.
استشهد مصعب بن عمير رضي الله عنه في غزوة أحد على يد ابن قمح الليثي.