«عاطف السادات».. حكاية بطل أرعب الإسرائيليين وأجبرهم على تحيته عسكريا
في تاريخ مصرقصص وحكايات تستحق أن تروى وتوثقها شبكة المعلومات، لتتعرف عليها الأجيال، وليعرفوا حجم التضحيات التي قدمها رجال مصر السابقين في التاريخ.
ومن ضمن الأبطال العسكريين في تاريخنا، شخص لم يأخذ حقه في البطولة، وهو الضابط الشهيد عاطف السادات، شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
اخترق سلاح الجوي الإسرائيلي
وتبدأ قصة البطل الشجاع في يوم 10 ديسمبر من عام 1969، عندما اخترق سلاح الجوي الإسرائيلي سواحل مصر الشمالية حتى وصلت إلى "رأس البر"، وتم رصد الطائرات الصهيونية، حيث كانت من طراز "فانتوم" بواسطة الرادارات، واستجابت المقاتلات المصرية "ميج 21" لمواجهة الطيران الإسرائيلي.
تم تنفيذ خطة لاصطياد طائرة أو اثنتين من الطائرات الإسرائيلية وتدميرها، بقيادة رائد طيار يدعى سامح، تمكن هو وفريقه من حصار إحدى طائرات العدو، وفي هذه اللحظة ظهر الملازم طيار "عاطف" ونجح في إسقاط الطائرة الإسرائيلية.
وهذه كانت المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها إسقاط طائرة "فانتوم" بواسطة طائرة "ميج 21"، تسبب هذا الحدث في صدمة للإسرائيليين وانتهاء أسطورة الطيران الإسرائيلي الذي لا يُقهر على يد شاب يدعى "عاطف السادات".
لذلك عندما بدأ التجهيز لحرب أكتوبر، تم اختيار "عاطف" ليكون من بين أول الطيارين الذين سيشاركون في الضربة الجوية، وتحرك الشهيد بالفعل في طائرته عندما دقت ساعة الصفر، ووصل إلى مطار المليز في سيناء حيث دمر تمامًا مواقع صواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلية، بحسب شهادة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي كان قائد القوات الجوية آنذاك.
وبسبب مهارته في الجو، تداول الجنود الإسرائيليون شائعات بأن هذا الطيار لا يمكن أن يكون مصريًا وأنه مأجور من دولة أوروبية، وخلال معركة طويلة في الجو، تمكن جندي إسرائيلي من ضرب طائرة "عاطف" باستخدام صاروخ حديث تلقته إسرائيل من الولايات المتحدة، واستشهد "عاطف" في طائرته، ولقد أشيع أن الطيارين الإسرائيليين أدوا له التحية العسكرية بعد وفاته.
وفي منتصف اليوم الأول لحرب أكتوبر، وبعد الضربة الجوية الأولى، أخبر اللواء حسني مبارك، قائد القوات الجوية القيادة العامة للقوات المسلحة، بأن هناك اثنين من الطيارين استشهدا، وهما المقدم طيار كمال والرائد طيار عاطف.
اتصل مبارك بالمشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، وأبلغه بنتائج الضربة، وقبل انتهاء المكالمة، أخبره بأن عاطف شقيق الرئيس السادات استشهد، وقرر المشير أحمد إسماعيل عدم إخبار الرئيس السادات بوفاة عاطف في تلك اللحظة، حيث كان الرئيس ينتظر بفارغ الصبر انتهاء المكالمة ليسمع نتائج الضربة.
بعد انتهاء المكالمة، أخبر المشير الرئيس السادات بالمعجزة التي حدثت، ولكنه لم يذكر استشهاد عاطف، وظل الخبر مخفيًا لبضعة أيام حتى تحسنت الأوضاع على الجبهة، ثم أخبر المشير الرئيس السادات قائلًا: "عاطف استشهد".
وتفاجأ أحمد إسماعيل برد فعل السادات الذي قال فقط كلمتين: "كلهم أولادي"، وهذا ما ذكره الرئيس السادات بنفسه في مذكراته "البحث عن الذات".
قال السادات نصًا: "لو قالولي وقتها مكنش الأمر هيختلف.. عاطف ابن مصر.. زيه زي كل زمايله ولاد مصر.. قبل ما يبقى أخويا".
وبعد انتهاء الحرب أراد الرئيس السادات أن يدفن جثمان الشهيد والعثور على رفاته، وتحققت رغبته في 31 مارس سنة 1974، عندما نجح فريق البحث في العثور على رفاته في غرب سيناء وتمكن الرئيس من دفن شقيقه مسقط رأسه في ميت أبو الكوم بالمنوفية.