حقيقة صور الطير الأبابيل المتداولة عبر «السوشيال ميديا»
نشر رواد مواقع التواصل الإجتماعي، صورًا يزعم ناشروها أنها تُظهر "الطير الأبابيل" الذي ذُكر في القرآن.
وتتضمنت المنشورات صورًا لطائر صغير ذو لون داكن، يُزعم ناشروها أن هذا الطير هو "الطير الأبابيل" الذي ذُكر في سورة "الفيل" في القرآن.
تعود قصة الطير الأبابيل المذكورة في سورة الفيل عن إبراهة الأشرم "قائد جيش الحبشة" حيث أنه في ذلك الوقت قام ببناء كنيسة وأسمها القليس، ليجعل العرب تزورها بدلا من بيت الله الحرام.
حتى قام رجل من بنى كنانه بدخول الكنيسة والتبول فيها، مما أثار غضب إبراهة الأشرم وجعله يقسم بأنه سوف يذهب الى مكة لهدم الكعبة انتقاما لما فعله الرجل بكنيسته.
وجهز جيشا من الفيلة وسار به إلى الكعبة لهدمها، وهنا قد آتى أمر الله بإهلاكهم، فقد بعث لهم طيورا تحمل احجارا من طين صلبة لترميهم بها، وبعد فترة وجيزة من رميهم بتلك الأحجار لم يلبثوا إلا ان أصبحوا كأوراق الشجر الجافة الممزقه وهزم أبرهة وجنوه شر هزيمة.
وزعمت هذه المنشورات المتداولة، أن الطير الأبابيل له خواص خاصة تجعله خارج تصنيفات الطيور الأخرى في العالم، ومع ذلك، يحتوي هذا الادعاء على أخطاء علمية ومغالطات دينية.
وأدعت المنشورات أن الطير المذكور في القرآن هو نفسه الطير الظاهر في الصور المتداولة، وأنه طير لا ينتمي لفئة الطيور الأخرى وأنه "نادر الظهور"، وأنه يمتلك قوائمًا طويلة ومخالبًا كبيرة لا تتناسب مع حجمه.
تدخل هذه المنشورات ضمن سياق المنشورات التي تدعي اكتشاف حقائق علمية تؤيد النصوص الدينية أو تثير مشاعر التدين وتجذب التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، فإن كلمة "أبابيل" ليست اسمًا لنوع من الطيور، وما ذُكر في المنشورات بشأن الطير الموجود في الصور يحتوي على أخطاء علمية.
وكانت الأخطاء الموجوده في الصور المتداولة ليس لطيور نادرة الظهور ولا خارج التصنيفات، وليس لديها قوائم ومخالب غير متناسبة مع حجمه، حسب تصريحات الخبراء.
وصرحت الأستاذة الجامعية، بسمة شتا، المتخصصة في علم الحيوان في حديث لها مع وكالة فرانس برس، بأن الطير الظاهر في الصور "هو طائر شائع يُطلق عليه اسم Swift، وهو ضمن طائفة من الطيور من رتبة السماميات Apodiformes"، ولا صحة بالتالي لما قيل عن إنّه خارج التصنيفات العلمية أو إنه نادر الظهور.
وردت على ما قيل في المنشور من أن قوائم الطير ومخالبه لا تتناسب مع حجمه قالت: "قوائم الطير - على عكس ما يدعي المنشور - قصيرة جدا، أما المخالب الكبيرة فوظيفتها مساعدته على التشبث بالأسطح العمودية".
وأضافت الباحثة، أن "هذا الطائر لا يُصنّف ضمن الطيور النادرة أو المهددة بالانقراض".