”مدفع الإفطار” في رمضان.. من الميدان العسكري إلى قلوب الصائمين
رغم الثورة التكنولوجية وظهور الساعات ثم الهواتف وغيرها من محددات الوقت بدقة متناهية إلا إن مدفع الإفطار خلال أيام شهر رمضان من الطقوس الخاصة جدا التي أبدعها المصريون ثم صدروها العالم..فما هي قصة مدفع الإفطار في مصر، كيف بدأت ثم تطورت لاحقًا.
" مدفع الحاجة فاطمة"
تعددت الروايات حول اصل مدفع رمضان وبداية استخدامه،ففي احد الروايات قبل ان مدفع الإفطار استخدم لأول مرة بالصدفة في عهد الخديوي إسماعيل عندما كان بعض الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة بالمصادفة مع وقت اذان المغرب فظن الناس أنها وسيلة جديدة لتنبه الصائمين الي موعد الإفطار .
وعلمت فاطمة ابنة الخديوي اسماعيل بما حدث فأعجبت بالفكرة واصدرت فرما يقضي باستخدام المدفع عن الافطار والامساك ووسمي باسمها"
" السلطان خوشقدم"
وفي رواية أخري يقال أن سلطان مملوكا يدعي "خوشقدم " اراد أن يجرب مدفع جديد وصل اليه وصادف تجربته وقت اءان المغرب فانطلقت منه قذيفة فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاقه لتنبيه الصائمين لوقت الإفطار فخرجت جموع الأهالي تشكر السلطان علي هذه الوسيلة الحديدة فأمر السلطان باطلاقه كل يوم ايذانا بالافطار.
" الفكرة تنتشر"
بدأت الفكرة في الانتشار في اقطار الشام أولا ثم انتقلت إلي القدس ودمشق ثم إلي بغداد في اواخر القرن ال ١٩ ثم انطلقت الي كافة أقطار الخليج وكذلك اليمن والسودان وبعض دول غرب افريقيا
وبدأ الكويتيون في استخدام مدفع رمضان عام 1907 في عهد الشيخ مبارك الصباح ويقول المؤرخ الكويتي عادل السعدون إن علي بن عثمان بن علي الخزرجي هو أول من أطلق مدفع رمضان في الكويت.
ومن ناحية أخري اختلفت اراء العلماء حول حكم الافطار علي مدفع رمضان بين مؤيد ومعارض وكان للدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية رأيا اخر قائلا: الافطار علي المدفع جائز شرعا ولا يوجد حرجا في ذلك حيث أن الجندي المكلف يأتي اليه اشارة من الجندي المكلف بثبوت غروب الشمس فيطلق المدفع.
وتابع: والنصح القرآني واضح يقول الله تعالي { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } وفسره النبي بسنة عملية بتمام غروب الشمس فلا حرجا في الافطار علي مدفع رمضان.