اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
الاثنين.. الجامع الأزهر يناقش عدة المرأة في ملتقى فقهي يجمع بين الشرع والطب وزير الخارجية لنظيره البوليفية: مصر ملتزمة وتحترم جميع الأحكام القضائية الدولية ما حكم رد الدين إذا كان ذهبا بعملة أخرى؟.. الإفتاء توضح هل يجوز استلاف مبلغ لأداء العمرة؟.. الإفتاء تجيب الأمين العام لهيئات الإفتاء بالعالم: تحالف الأمم المتحدة للحضارات يمثل منصة لإعادة بناء جسور الثقة أمين الشئون الإسلامية يؤكد من داغستان قيم التسامح والسلام أساس بناء المجتمعات التعداد السكاني في العراق.. بين الغموض والجدل والتحديات المالية مادة 217.. بين السيادة والتكامل الإفريقي... الجدل الدستوري الذي يقسم الكونغو 44176 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة وزير الأوقاف المصري: هدفنا إعداد واعظات ذات مهارات إعلامية وإيجابية نتنياهو في مرمى المحكمة الجنائية.. إسرائيل على شفا العزلة الدولية البحوث الإسلامية: بدء المرحلة الأولى لمشروع إحياء المزولة الفلكية بالجامع الأزهر

الجالية العربية الإسلامية في فرنسا تسترجع عاداتها وتقاليدها خلال شهر رمضان

تحرص الجالية العربية الإسلامية في فرنسا على استعادة العادات والتقاليد خلال شهر رمضان المبارك، وذلك كجزء من مسعاها للتعبير عن الانتماء والعودة للجذور، والتخفيف من الضغوطات النفسية والجسدية والاجتماعية التي تفرضها ظروف الغربة عليها.
وتسعى الجالية المسلمة في فرنسا للتغلب على صعوبات الغربة والحفاظ على روح الأصالة، من خلال زرع الموروث الديني والثقافي الذي تربت عليه، بما في ذلك اللباس والأكل والتعبد والصلاة وتلاوة القرآن، وذلك لتمرير هذه القيم والتقاليد إلى الأجيال الشابة المولودة في فرنسا والتي لم تعايش هذه العادات في وطن آبائها وأجدادها.
وتتميز الأجواء الرمضانية في فرنسا بتنوع وثراء المطابخ المغاربية والشرقية والأفريقية والآسيوية، والتي تعكس التآخي والتعاون والتضامن بين أفراد الجالية المسلمة، وتبرز ثراء وتنوع وتعدد المشارب الثقافية والحضارية للجالية الاسلامية في هذا البلد.
وتعكس الأجواء الرمضانية الجميلة في الأحياء الباريسية، التي تضم غالبية سكانها مهاجرين مسلمين من أصول عربية، مثل "بلفيل" و"كورون" و"برباس" و"مونتراي" و"سانت دوني" و"أوبارفيلييه" و"كاتر شومان"، التنوع الثقافي والحضاري الفريد الذي يتمتع به الجالية المسلمة في فرنسا، حيث تزدهر تجارة المنتجات التموينية التي تستخدم في إعداد الأطباق الرئيسية لعائلات الجالية المسلمة، وتساهم في إحياء عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة في شهر رمضان.
وفي هذا الإطار، أوضحت إحدى السيدات مقيمة في باريس منذ أكثر من 20 عاما، أنها حريصة على المحافظة على كل العادات والتقاليد التونسية الأصيلة التي تربت عليها وتعلمتها من والدتها في محافظة نابل (شمال شرق تونس) التي ولدت فيها.

وقالت لوكالة الأنباء القطرية "قنا": "أنتظر شهر رمضان بشوق كبير كل عام، وأبدأ في التحضير له قبل فترة طويلة، حيث أحرص على جلب "عولة" (مستلزمات) الشهر الفضيل خصيصا من تونس".
وأكدت أنها تشعر بسعادة غامرة وهي تحضر الأطباق التقليدية الرمضانية التونسية وتتفنن في تزيينها، منوهة بأنها تحاول تمرير هذه السعادة والعادات والتقاليد بطريقة غير مباشرة الى ابنتها التي تشاركها تحضير كل هذه الأطباق والأجواء.
من جانبها، أشارت إحدى ربات البيوت من الجنسية اليمنية ومقيمة في مدينة مرسيليا (جنوب فرنسا)، إلى أن اليمنيين المغتربين في فرنسا يعتنون بلغتهم في الاعتبار الأول، ويحافظون على ثوابتهم الاجتماعية وطقوسهم الدينية، ولاسيما المداومة على تلاوة القرآن في شهر رمضان.

وذكرت في حديثها لـ"قنا" أن زيارات التبادل والتعارف ووجبات الإفطار المشتركة التي تنظمها الجالية المسلمة في مدينة مرسيليا، ساعدتها قليلا في التخفيف من ظروف الغربة خلال شهر رمضان، وأتاحت لها فرصة لاكتشاف عادات وتقاليد جديدة.
وأضافت أن الموائد الجماعية التي تنظمها بعض الجمعيات المدنية الإسلامية في فرنسا، بالإضافة إلى الدعوات التي توجهها العائلات المسلمة لبعضها البعض، تساهم في تعزيز أواصر المحبة والتضامن والتعاون والتعارف بين الجاليات الإسلامية في فرنسا، بغض النظر عن أعراقهم وثقافاتهم وجنسياتهم. وهذا يساعد في تقليل الشعور بالاغتراب والوحدة، ويعزز عاداتهم وتقاليدهم، مما يشجعهم على الفخر بالهوية الإسلامية والدين الذي يجمعهم جميعا في هذه المناسبات الدينية الرمزية.
من جانبه، أوضح محمد الجديدي الأكاديمي والباحث في التراث العربي الإسلامي في جامعة السوربون في باريس، أن شهر رمضان يمثل رحلة للذاكرة والوجدان في فرنسا، خاصة في أجواء الأحياء الشعبية في باريس وضواحيها.
وأشار إلى أن هذا الشهر الفضيل يعد مناسبة استثنائية تستحضر من خلالها الجالية العربية الإسلامية العادات والتقاليد الغذائية، حيث تتزين موائد الإفطار بأصالة الأكلة التي تعكس هوية بلدها الأم، لافتا إلى أن الاستعدادات لهذا الشهر تبدأ قبل أيام من بدايته فتمتلئ الأسواق بالمنتوجات التموينية والتحضيرية والتقليدية.
وأكد أن الصلاة تظل ركيزة أساسية تعبر عن أصالة دينية وثقافية لدى الجالية، على الرغم من افتقاد صوت الأذان في رمضان، خاصة صلاة التراويح التي شهدت حضورا لافتا من الشباب.
وفي معرض حديثه لوكالة الأنباء القطرية، أوضح أن استحضار العادات والتقاليد، خاصة العادات الدينية، يعكس التشبث بروح الهوية العربية الإسلامية، في بلد تتنوع فيه الديانات والعادات والثقافات والتوجه الحضاري. وشدد على أن الجالية تواجه تحديات مستمرة وتخوفات مستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الهوية، مما يجعلها في تحد مستمر للحفاظ على هويتها ومعالمها الثقافية والدينية والاجتماعية.
ونوه بأن استحضار العادات والتقاليد تختلف رؤيتها من جيل الى جيل حسب أولوياتهم، حيث ألقى الجيل الأول على عاتقه تحدي العمل وتحقيق الذات في جغرافيا وتاريخ وحضارة خارج منشئه، في حين طور الجيل الثاني من مكانته الاجتماعية داخل فرنسا، بينما يطرح الجيل الثالث على نفسه ترسيخ العادات والتقاليد كهوية تعريفية وقيمية وحق مبدئي.