العاشر من رمضان.. أعظم إنتصارات الأمة العربية ضد العدو الإسرائيلي
يعد انتصار العاشر من رمضان عام 1393، هو من أعظم الانتصارات التي حققها الجيش المصري في العصر الحديث، حيث واكبه مناخا روحانيا رمضانيا، وارتفعت صيحة الله أكبر، إلى عنان السماء تصحب نسور الجو الذين أغاروا على مواقع العدو في أرض الفيروز، ليطهروها من كل دنس، ونعبر من الهزيمة إلى النصر.
وفي أعقاب عدوان الخامس من يونيو من عام 1967بدأت عملية الإعداد الشامل، ورفع شعار "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" و"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وبدأ الجيش المصري في استعادة توازنه وبادر بشن حرب استنزاف ضد العدو، وعلى مدار ست سنوات كانت الاستعدادات لا تتوقف لكل جوانب المعركة، حتى الموعد أعدت له دراسة مستفضية.
واختير موعد العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر، بعناية شديدة حيث تزامن مع عيد كيبور، وقبل هبوط الجليد على الجولان، وشهر رمضان كدافع معنوي وروحي.
وفى تمام الثانية والنصف ظهرًا، فتح الجيش المصرى أبواب الجحيم على جنود العدو، وبدأ الهجوم بعبور ٢٠٠ طائرة لقناة السويس على ارتفاع منخفض، وبعد ١٠ دقائق فتحت ٢٠٠٠ مدفع فوهتها خلف خطوط العدو، لتفصل جبهته عن عمقه.
وكان يوم العاشر من رمضان بداية لاستعادة الأرض المصرية المحتلة، بعد نكسة 1967 ليضمد كبرياء النفس العربية.
وتأتي ذكرى العاشر من رمضان في ظل ظروف بالغة الحرج في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذي تسبب في استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث يعيث العدو الصهيوني فسادا في القطاع الآبي، وسط نداءات من شتى بقاع الأرض بضرورة وقف قتل الفلسطينيين، إلا أن ذكرى العاشر من رمضان تكشف أن إسرائيل لا تنكسر إلا أمام القوي، ولا تسمع أصوات الضعفاء.
وكشفت الأزمة الحالية أطماع العدو الإسرائيلي في أرض الفيروز التي خرح منها ذليلا بعد الحرب التي اندلعت في العاشر من رمضان، ويسعى من جديد لاقتطاعها من مصر ونشر الفوضى في ربوعها عبر مخطط تهجير سكان قطاع غزة بدفعهم رغما عنهم إلى سيناء التي ارتوت بدماء خير أجناد الأرض.