مؤتمر المذاهب الإسلامية بمكة يستعرض مبادرات عملية للتقريب بين أتباع المذاهب
استعرض المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" من خلال جلساته "مبادرات عملية لتقريب وجهات الرؤى بين أتباع المذاهب" التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي، حيث أوضح رئيس جامعة فطاني بتايلند الدكتور إسماعيل لطفي جافاكيا، أن الاختلاف بين علماء الأمة موجود من أيام الصحابة والسلف وهو من طبيعة البشر، دعياً إلى أهمية عدم الفصل بين الحركة العلمية المذهبية والحركة التربوية الدعوية، وإلى تنظيم مجال الفتوى للحفاظ على الوحدة المجتمعية.
أشار جافاكيا أنه المذاهب ترحب بالشريعة الإسلامية وأحكامها لأن الفطرة تتوافق مع المنهجية والوسطية وتؤكد أهمية وحدة الأمة وتفتح أبواب التعاون والرحمة، مبرزاً ما تتميز به بلاد الحرمين الشريفين من وسطية المكان والمنهج بتوحيد صفوف الأمة الإسلامية ومنها هذا المؤتمر ومخرجاته من مواثيق وتوصيات.
فيما أشاد أمين عام القمة الإسلامية بلبنان، وأمين عام اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار، د.محمد بن نمر السماك، بالإجراءات العملية التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي بجمع وحدة المسلمين بهدف إيجاد ثقافة استيعابية تحترم التعدد والتنوع في إطار الوحدة الإسلامية، وقطع الطرق أمام استغلال التعدد الإسلامي في شق الصفوف واستعمال هذه الاختلافات في حسابات خارج الوحدة الإسلامية.
فيما أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي للشؤون الاقتصادية بإوغندا د.أحمد كاويسا سنغيندو، أن التضامن بين المسلمين هو السبيل الأمثل للتقدم والازدهار والسير في طريق النجاح الذي لا يقبل التشرذم، خاصة في عصر التحديات الكبرى التي تؤثر على الجميع دون تمييز بين المذاهب، مشيراً أن التاريخ أثبت قدرة الأمّةٌ الإسلامية على مَدّ جسور التعاون مع مختلف الأديان والثقافات والحضارات فكيف بالمذاهب نفسها.
في المقابل كشف الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى لعلماء الفلبين للسلام والتنمية د.عبدالحنَّان مغارانج تاغو، أن الإسلام دين عادل يحترم الإنسان كونه من خلق الله سبحانه وتعالى، كما أن حكمة الله في خلق البشر، بألوان ولغات مختلفة، تعكس الإبداع الإلهي، وهذا التنوع يثري الحياة على سطح الأرض، حيث يتمتع كل فرد بمهارات فريدة يمكنه استخدامها لبناء المجتمع وخدمة البشرية، مشيراً إلى أن التنوع في المواهب والمهارات يؤدي إلى إكمال بعضها البعض وتحقيق الازدهار والتقدم للبشرية بشكل عام.