البرازيل تواجه أسوأ فيضانات في تاريخها.. المياه تعزل ”بورتو أليجري” وتعليق الرحلات الجوية
تواجه السلطات البرازيلية سباقاً مع الزمن لتقديم المساعدة للمتضررين من الفيضانات الكارثية التي ضربت جنوب البلاد، وخاصة في ولاية ريو جراندي دو سول، والتي تُعتبر "أسوأ كارثة مناخية في تاريخها". وقد أسفرت الفيضانات عن مقتل ما لا يقل عن 75 شخصًا ونزوح حوالي 80 ألفًا من منازلهم.
وبحسب أحدث بيانات الدفاع المدني البرازيلي، لقي 75 شخصًا حتفهم وفُقد 101 شخص آخر، بينما تعاني العاصمة بورتو أليجري من أضرار كبيرة بعد انفجار محطة وقود. زار الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ولاية ريو جراندي دو سول يوم الأحد، برفقة مجموعة من الوزراء لمناقشة جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
شهدت المناطق الجنوبية من البرازيل ارتفاعًا حادًا في منسوب المياه، ما أدى إلى غمر الأحياء بشكل كامل وتسبب في خسائر هائلة، وارتفع منسوب نهر جوايبا في بورتو أليجري إلى 5.09 أمتار، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل في عام 1941.
ونتيجةً لهذه الفيضانات، اضطر حوالي 15 ألف شخص إلى اللجوء إلى ملاجئ مؤقتة أقامتها السلطات المحلية، بينما تأثر بشكل مباشر نصف مليون شخص. وأعلنت السلطات أن أكثر من مليون منزل أصبح بدون مياه جراء الفيضانات.
حذرت السلطات من احتمال استمرار هطول الأمطار خلال 24 إلى 36 ساعة القادمة، مما يزيد من مخاطر حدوث انزلاقات أرضية.
وقال حاكم الولاية إدواردو ليتي إن ريو جراندي دو سول تواجه "أسوأ كارثة مناخية في تاريخها"، حيث تعرضت نحو 300 بلدة لأضرار.
أكد الحاكم ليتي أن الولاية بحاجة إلى "خطة مارشال" لإعادة الإعمار، على غرار الخطة التي أُعدت لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، أصبحت الشوارع مغمورة بالمياه بالكامل، مما أجبر العائلات على الانتظار على سطوح المنازل للحصول على المساعدة، في حين استخدمت فرق الإغاثة قوارب صغيرة للتنقل عبر الشوارع.
أثرت الفيضانات بشكل كبير على البنية التحتية في بورتو أليجري، مما أدى إلى انقطاع الطرق المؤدية إلى المدينة، وتعليق الرحلات الجوية في مطار بورتو أليجري الدولي. كما غمرت المياه المحطة الرئيسية للحافلات، مما أدى إلى تعليق العديد من الرحلات.
أشار خبراء المناخ إلى أن هذه الأمطار الغزيرة ناتجة عن مزيج كارثي من تغير المناخ وظاهرة النينيو وظواهر مناخية أخرى، وأن شدة موجات الحر وزيادة تواترها ناتجة عن الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري.
في ظل هذه التحديات، يستمر القلق بشأن نقص المواد الأساسية وتأثير الفيضانات على سلاسل الإنتاج، خاصةً في ولاية ريو جراندي دو سول، التي تساهم بنسبة 20% من الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل.