مقتل خمسين شخصًا والمخاوف تتصاعد.. ماذا يحدث في الشمال الأفغاني؟
عندما ضربت فيضانات مفاجئة ولاية بغلان في شمال أفغانستان، لم يكن أحد يعرف ما يحدث، تسببت هذه الكارثة في وفاة خمسين شخصًا على الأقل، ومعظمهم من النساء والأطفال، لم يكن هناك أي إشارة أو تحذير مسبق ينبئ بقدوم هذه الفيضانات المدمرة.
البحث عن أسباب الفيضانات في أفغانستان أمر يشغل السكان المحليين، حيث لا يعرفون الكثير عن أسباب هذه الكارثة المدمرة التي ضربتهم فجأة، ما الذي جلب هذا الكم الهائل من المياه إلى منطقتهم؟
وفقًا لرئيس السلطة الإقليمية المكلفة بإدارة الكوارث الطبيعية، هداية الله همدرد، تسببت الأمطار الموسمية في هذه الفيضانات المفاجئة، وحذر من أن عدد القتلى قد يرتفع في الأيام المقبلة.
تبدأ وزارة الداخلية الأفغانية في إصدار بيانات ومعلومات حول هذا الحدث الكارثي الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص في غضون ساعات قليلة ودون سابق إنذار، ووفقًا للمتحدث باسم الداخلية، لقي fifty شخصًا على الأقل حتفهم في السيول التي تلت هطول الأمطار الغزيرة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى في ولاية بغلان.
تعتبر فيضانات أفغانستان في عام 2022 حدثًا مأساويًا آخر في تاريخ البلاد، في الخامس من مايو 2022، ضربت الفيضانات عدة مناطق في أفغانستان، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا وإصابة 40 آخرين، تضررت مقاطعات بادغيس وفرياب وبغلان بشكل خاص من الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة.
تتفاقم حدة الأمطار والفيضانات في أفغانستان في ظل تدهور الوضع البيئي وتغير المناخ، الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة في البلاد بعد عقود من الحرب وسطوع طالبان وانسحاب القوات الدولية في أغسطس، زادت من تفاقم الوضع البيئي وزيادة المخاوف من نقص حاد في الغذاء، تجمدت الأصول الخارجية للبلاد وتراجعت المساعدات الدولية، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
في هذا السياق، تجد أفغانستان نفسها تحت وطأة فيضانات مدمرة، تزيد من حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الأفغاني، والحاجة للمساعدة الإنسانية والتدخل العاجل لتلبية احتياجات الناجين وتقديم الدعم للمتضررين أمر حاسم في هذه الظروف الصعبة.
تعتبر هذه الفيضانات في أفغانستان هي تذكير قاسٍ بأهمية تعزيز الاستعدادات والبنية التحتية لمواجهة الكوارث الطبيعية، وتطوير استراتيجيات مستدامة للتصدي للتغيرات المناخية، يجب أن تكون هناك تركيزات أكبر على تعزيز القدرات المحلية للتصدي للكوارث وتحسين إدارة المخاطر والاستجابة السريعة.
وفقًا لحسيب الله شيخاني رئيس الاتصالات والمعلومات في الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في أفغانستان، فقد دمرت الفيضانات نحو 500 منزل وأصابت 2000 منزل آخر، وأدت إلى مصرع نحو 300 رأس من الماشية وتدمير نحو 3000 فدان من المحاصيل.
تقدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمساعدة، ومن المتوقع أن تتعاون السلطات المحلية مع منظمات دولية أخرى لتقديم المزيد من المساعدة للمتضررين.
كارثة اقتصادية محتملة في بغلان
بعد ماحدث في الولاية التي تقع في الشمال الأفغاني، بات تضررًا اقتصاديًا محتملًا أن يحدُثَ بين الحين والآخر، حسب الآتي من هذه المعلومات:
• بغلان واحدة من أربع وثلاثين ولاية في أفغانستان، وتقع في شمال البلاد، وتبلغ مساحتها نحو 17109 كم مربع.
• حسب تعداد عام 2020، يبلغ عدد سكان بغلان نحو 1،014،634 نسمة.
• تعتبر بغلان واحدة من المحافظات الزراعية والصناعية، وتشتهر بأراضيها الزراعية الغنية، وتحتوي على عدة مناجم منها مناجم الفحم الحجري والاسمنت.
• تضم بغلان جامعة وعدة كليات، منها كلية الزراعة.
• القطن وبنجر السكر هما المحاصيل الرئيسية في بغلان منذ عام 1974، وفي الأربعينيات بدأت المنطقة بإنتاج السكر الصناعي، بالإضافة إلى إنتاج العنب والفستق الحلبي والرمان.
• تنتج بغلان أيضًا الحرير، ويُستخرج الفحم في وادي كركر.
قبل عشر سنوات، كانت تعرض شمال أفغانستان، وبالتحديد في إقليم كزركاه نور، لفيضانات ضربت المنطقة نتيجة لأمطار غزيرة، وقد أعلنت السلطات المحلية عن مقتل أكثر من سبعين شخصا، حنئذ، بعد أن دمَّرت المياة ست قرى على الأقل في منطقة فقيرة وجبلية في إقليم بغلان.
وكانت كوارث اقتصادية نتجت عن الفيضان، لا سيًَّما، بعدتدمير أربع قرى، وأكثر من ألف منزل، وحقول زراعية، ونفوق الآلاف من رؤوس الماشية، حسب ما صرح به مسؤول المنطقة نور محمد كوزار.