السلطات الباكستانية تبدأ تحقيقًا صارمًا في مقتل سائح متهم بالتجديف بمنطقة سوات
بدأت السلطات الباكستانية تحقيقًا صارمًا لتحديد هوية واعتقال أعضاء الغوغاء الذين قتلوا سائحًا متهمًا بالتجديف في منطقة سوات بإقليم خيبر بختونخوا، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية.
وأكد رئيس الشرطة الإقليمية محمد علي جاندابور، أنه تم تسجيل قضية ضد منظمي الغوغاء وأن السلطات تعمل بنشاط على تحديد هوية الأفراد المتورطين واعتقالهم.
وأكد غاندابور أن الوضع الآن تحت السيطرة وأن الحياة في مدينة مدين عادت إلى طبيعتها مع فتح الأسواق والبازارات.
ووقعت الحادثة المأساوية، ليلة الخميس، عندما اقتحمت مجموعة من الغوغاء مركز الشرطة، واقتادوا المتهم بالقوة إلى عهدتهم وأعدموه دون محاكمة.
وتم التعرف على الشخص المتوفى على أنه محمد إسماعيل، وهو من سكان مقاطعة البنجاب وكان يزور وادي سوات. وأشارت التقارير إلى أن إسماعيل تم احتجازه لدى الشرطة بعد ظهور مزاعم بأنه دنس القرآن الكريم عن طريق حرق صفحاته.
أفاد ضابط شرطة المنطقة زاهد الله خان بأنه أثناء استجواب إسماعيل، دعت إعلانات من المساجد المحلية عبر مكبرات الصوت الجمهور إلى التجمع في مركز الشرطة، وأدى هذا النداء إلى تجمع آلاف الأشخاص خارج المحطة مطالبين بتسليم المشتبه به إليهم. وعندما رفضت الشرطة، اندلع العنف، مما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص على الأقل، ودفع الغوغاء إلى إشعال النار في مركز الشرطة ومركبات الشرطة.
وتصاعد الوضع بسرعة عندما تغلب الغوغاء على الشرطة واختطفوا إسماعيل وضربوه حتى الموت ثم أحرقوا جثته. وانتشرت التسجيلات الفعلية للحادثة، والتي تظهر الغوغاء وهم يسحبون جثة الرجل في الشوارع ويشعلون النار فيها، على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار غضبًا واسع النطاق.
ويذكر أن قوانين التجديف في باكستان، التي نشأت من القوانين البريطانية في القرن التاسع عشر، والتي يمكن أن تؤدي إلى عقوبة الإعدام، غالبًا ما أدت إلى عدالة أهلية نادرًا ما يواجه الجناة عواقبها، والحادث الذي وقع يوم الخميس هو الأحدث في سلسلة من هذه الأحداث العنيفة.
وفي عام 2021، أُعدم مدير مصنع سريلانكي دون محاكمة بسبب مزاعم مماثلة، مما أدى إلى إدانة دولية. وبالمثل، في شهر مايو، تعرض رجل مسيحي في مقاطعة البنجاب لهجوم وتوفي لاحقًا بعد اتهامه بتدنيس القرآن الكريم.