مجلس ”التعاون الخليجي”: نركز على مكافحة الكراهية والتعصب ونشر التسامح
ذكر جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن قادة دول مجلس التعاون، يولون أهمية بالغة لحقوق الإنسان، وذلك من خلال حماية الحقوق الأساسية وضمان التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
جاء ذلك خلال مشاركته في الدورة الثالثة والعشرون للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، بحضور حسن إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والسفير طلال خالد المطيري رئيس الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي، وعدد من خبراء بالمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
وأشار الأمين العام في بداية كلمته لبعض أوجه التعاون بين مجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي، في مجال حماية حقوق الإنسان التي ننهلها من القيم النبيلة لديننا الحنيف، ومنها توقيع اتفاق التعاون في عام 2008 لتعزيز العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب والاحتلال والصهيونية، وتوقيع برنامج عمل تنفيذي للأعوام 2021-2022 لتنسيق الجهود والتشاور في مجالات حقوق الإنسان، والتنسيق السياسي المستمر لحل الأزمات والصراعات في العالم الإسلامي والتعاون في المحافل الدولية.
وأضاف أن التعاون الثقافي والإعلامي وحقوق الإنسان بين مجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي يركز على مكافحة الكراهية والتعصب ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي.
وأشاد الأمين العام بالدور البارز الذي تلعبه منظمة التعاون الإسلامي في مجال حقوق الإنسان منذ تأسيسها في عام 1969م، وتجسد ذلك في إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في عام 1990م، الذي أكد الالتزام بحماية حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية السمحة، معربًا عن تطلع الأمانة العامة لمجلس التعاون إلى العمل على توقيع مذكرة تفاهم بين مكتب حقوق الإنسان التابع للأمانة العامة لمجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي، تؤطر التعاون بينهما وتجمع وتحقق مصالح الطرفين.
وأثنى على دور الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، التي تتمتع بالاستقلالية والنزاهة، وتعمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، معربًا عن التطلع كذلك إلى توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين الهيئة ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمانة العامة لمجلس التعاون.
وقال إن دول المجلس تهتم بقضايا مكافحة التمييز وتمكين المرأة وحماية الطفل وذوي الإعاقة وكبار السن، وتؤمن بقيم التسامح والتعايش وحقوق الإنسان، وتسعى لترسيخها عبر الأطر القانونية والتشريعية والمبادرات النوعية، متطرقًا إلي التحديات الحالية والمستقبلية لحقوق الإنسان، حيث ذكر أن هذه التحديات تمثل تهديدًا بعضها بشكل مباشر وبعضها الآخر بشكل غير مباشر في دولنا، فما بين ما تحاول أن تفرضه بعض الدول والمنظمات من مواضيع وأجندات لا تمت بصلة بحقوق الإنسان، بالإضافة كذلك إلى التطور السريع في التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الخصوصية والحقوق الرقمية.
وأكد أنه بات من الضرورة أن تتضافر جهودنا جميعًا لمواجهة هذه التحديات، ومنها التحرك بشكل سريع، لسنِّ التشريعات المناسبة لتحقيق التوازن المعقول والمنصف بين حماية الحقوق والتقدم التكنولوجي.
كما جدد الأمين العام في ختام كلمته على الجريمة التي تنتهك بشكل مستمر بحق حقوق الإنسان والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ألا وهي الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بشكل يومي وممنهج، وبالأخص ما يحدث في قطاع غزة.
وقال: تلك الجرائم لعبت دورًا كبيرًا في الكشف عن ضعف المجتمع الدولي وفشله في التعاطي معه وحماية حقوق من هم بأمس الحاجة لحماية حقوقهم الإنسانية، وباتت كل الاتفاقيات والصكوك والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، حبر على ورق، وأمست تلك المبادئ والقيم مجرد شعارات رنانة تستخدم دون وجه حق.
ودعا المسؤولين الدوليين المعنيين بهذا الشأن إلى نقل الصورة الحقيقة لما يحدث على أرض الواقع في الأراضي الفلسطينية، وتحميل المسؤولين عن هذه الجرائم جرمها وثمنها، حتى نتمكن من أن نقول بأن هناك بالفعل قانون دولي لحماية حقوق الإنسان، يعمل بشكل فعال، محايد ومنصف، ويضمن حقوق المنتهكة حقوقهم ويحفظها ويسأل ويعاقب المسؤولين عن هذا الانتهاك.