اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
وكيل الشؤون الإسلامية يلتقي سفير المملكة لدى سيرلانكا بالعاصمة كولمبو وزير الأوقاف السابق من نواكشوط: نشيد بجهود الرئيس السيسي في وقف العدوان على غزة مجلس جامعة الأزهر يشيد بجهود القيادة السياسية في وقف إطلاق النار في قطاع غزة ويقدَّم التهنئة بأعياد الشرطة افتتاح مشروعات جديدة بتكلفة 6.2 مليون يورو في فلسطين ... تعرف عليها الشرطة الفلسطينية: نعمل حتى نيل الحرية وإقامة الدولة نواب البحرين يكرم موظفيه لحصولهم على مكافأتي العمل الخاص والانضباط الوظيفي وزير الأوقاف الفلسطيني يشيد بدور المساعادات البحرينية للفلسطينيين بالارقام .. الخسائر الاقتصادية في قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة اكتشاف الحياة البحرية بمكتبة الإسكندرية الإتحاد الدولي للسينما والفنون المسرحية يهنئ الداخلية في عيدها الموعد والقنوات الناقلة لمباراة مصر وأيسلندا اليوم في بطولة العالم لكرة اليد «كيانات كنسية مصرية وعالمية »تهنئ الرئيس السيسى ووزير الداخلية بعيد الشرطة المصرية الـ 73

خطيب المسجد النبوي: قوة الشباب نعمة عظيمة لبناء الأوطان

جانب من الخطبة
جانب من الخطبة

أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين، أن قوة الشباب من أكبر النعم، التي منحها الله للأمم من أجل البناء ، وقد أوصى بتقوى الله فهي سبيل النجاة وزاد المؤمنين،وبها رفع أهل الطاعة إلى مراتب المتقين.

وقال الشيخ الثبيتي في خطبة الجمعة: إن قول الله تعالى ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) هي آية تختصر مسار الحياة في كلمات بليغة ومعان عميقة، ترسم صورة لمراحل خلق الإنسان. تبدأ بضعف الطفولة تعلو بالقوة، ثم تعود إلى ضعف يزينه الشيب. آية توقظ العقول لتدرك عجز الإنسان، وتلامس القلوب لتظهر حاجته الدائمة إلى ربه .

وأوضح أن هذه الآية هي دعوة للتفكر في أطوار الخلق، وفي تقلب الأحوال بين القوة والضعف، وفي قدرة الله المطلقة التي تدبر هذا المسار بحكمة وإتقان. كل شيء بيده، منه المبتدأ وإليه المنتهى. تأكيدًا على أنه يجب على المسلم أن يعظم شعائر الله في كل وقت وحين، ويزداد التعظيم لحرمات الله في هذه الأشهر الحرم، بترك المحرمات وتجنب المنهيات، والمسارعة إلى فعل الخيرات، والمسابقة إلى الصالحات، بشرط البعد عن المبتدعات، والمجانبة لاختراع المحدثات، لافتا إلى أن الطفولة هي الصفحة الأولى في كتاب الحياة، تبدأ ببراءة ناصعة وضعف يحفه لطف الله ورحمته. طفل صغير لا يملك من أمره شيئًا، أودع الله في قلوب منحوله حبًا وحنانًا، وأحاطه بأيد ترعاه وتخفف عنه ضعفه ، مشيرًا إلى أن هذه الآية مشهد مهيب يبين عظمة التدبير الإلهي، إذ يحفظ الله هذا الطفل الضعيف، ويمنحه العون من حيث لا يدري، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.

وأشار إلى مراحل نمو الإنسان من خروجه ظلمات بطن أمه لا علم له ولا قدرة، في عجز تام جهل مطبق. ثم فتح الله له أبواب العلم، ووهب له السمع والبصر والفؤاد لينهل بها من معين التعلم والمعرفة. مشيرًا إلى أن كل ما اكتسبه الإنسان من علم أو قوة هو هبة من الله وعطاء من كرمه. قال تعالى (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) ، منوها إلى أن هذه الآية تغرس في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين ، فلا يطغى الإنسان بعلمه، ولا يغتر بقوته، موضحا أن على الإنسان أن يدرك أن كل ذرة من قوته وكل حركة في جسده هي نعمة تستوجب شكرًادائمًا وخضوعًا كاملًا. فالعبد، مهما علا شأنه، يظل فقيرًا إلى ربه، محتاجًا إلى فضله في كل لحظة حياته كلها هبة من الله، تستحق الحمد في كل حين. فما أعظم غنى الله، وما أبلغ فقر العبد بين يديه.

وأكد أن هذه المرحلة تكتب فيها أعظم قصص الكفاح، وتُبنى أقوى صروح الحضارة، فلا تقوم قائمة للأوطان ولا تنهض أمة إلا بسواعد الشباب اليافعة وهممهم العالية، مشيرا إلى أن قوة الشباب تزدهر حين تتفيأ ظلال الدين، وتسمو حين تتغذى من معين القيم والأخلاق، وتتجلى في سماء المجد حين تسخر لخدمة البلاد و العباد، ومن أهدر شبابه فقد أهدر عمره كله، فهو لحظة عابرة في زمن الحياة، ومن استثمره في الخير والنفع خلد أثرًا طيبًا، وجنى ثمارًا يانعة في الدنيا والآخرة .

ولفت فضيلته إلى أن القوة الحقيقية تنبع من روح إيمانية، تشحذ بالطاعة، وتتعزز بالاستغفار، وتثمر بالعمل الصالح. فهي القوة التي تتصل بربها، فيزيدها عزمًا وثباتًا. قال الله تعالى على لسان هود عليه السلام (( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ))

وختم خطبته قائلا: إن حدود زمن الطفولة والقوة ثم الضعف والشيبة هي متوسط عمر الإنسان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك. " إنها رحلة قصيرة في ميزان الزمن، لكنها تذكر بالمال المحتوم وأن النهاية تقترب مع كل لحظة تمر، كما حث على ضرورة اغتنام كل لحظة من العمر. فالعمر محدود، والفرصة لا تعود والأعمار لا تقاس بعدد السنين، بل بما يترك فيها من أثر خالد وعمل صالح .