أستاذ بجامعة قناة السويس : الأخذ بالأسباب أمر واجب
قال الدكتور محمد داود أستاذ اللغة بجامعة قناة السويس في لقائه ببرنامج" منبر الفكر" : إن الله عز وجل أمرنا بالتزود بأسباب القوة وأن نبذل كل ما في وسعنا من الإعداد والتدريب للتزود بأسباب القوة، يقول سبحانه: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُون".
وأوضح أن الفكر الإيماني يرفع شعار (الحق يأتي قبل القوة) ، ذلك لأن الفكر الإيماني يُحّرم الاعتداء والعدوان ويتعاطف ويتعاون مع المظلوم، أما الفكر المادي فيقوم علي المصلحة والمنفعة، ولذلك يرفع شعار ( القوة قبل الحق)، فينبغي أن يكون للحق قوة تحميه، وقد جاءت كلمة القوة في الآية الكريمة نكرة لتشمل كل أنواع القوة؛ العلمية والاقتصادية والسياسية، وجميع ما يستجد من أنواع القوة، ولا شك أن هذا الأمر إنما هو بيان لهذه الأمة أن تكون دائمًا مجهزة بأسباب قوتها وثباتها وحصانتها.
وأضاف داود أن العمل من أسباب الاستغناء، ونحن لا نملك قرارنا حتى نملك طعامنا ودواءنا حتى نستطيع أن نستغني عن الآخر، فالعمل والإنتاج هو المصدر الحقيقي للثروة، ومن أهم أسباب الثبات والقوة، ولنا الأسوة الحسنة في سيدنا النبي ﷺ في كل أقواله وأفعاله.
وأكد أن العلم من أسباب قوة الشعوب، فالعلم ضد الجهل والتأخر والتراجع، لذلك حثنا الله عز وجل على طلب العلم لأنه سبب للرفعة، يقول ربنا: "یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا قِیلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُوا۟ فِی ٱلۡمَجَـٰلِسِ فَٱفۡسَحُوا۟ یَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَإِذَا قِیلَ ٱنشُزُوا۟ فَٱنشُزُوا۟ یَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَـٰتࣲۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیر".
وكذلك الاعتصام بحبل الله عز وجل، والوحدة وعدم التشتت وعدم التنازع، يقول الله عز وجل: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون".
واختتم حديثه قائلا: إن الله عز وجل يريد بنا اليسر والخير، ولقد وجهنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم إلى ما فيه نجاة الأمة وصلاحها وسعادتها في الدنيا والآخرة.