اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
المصري مرموش يقود السيتي أمام الريال في قمة التشامبيونزليج قبل مهلة السبت.. أول رد من حماس على استمرار اتفاق غزة وزير الثقافة المصري ورئيس وزراء كرواتيا في زيارة رسمية لجامعة الدول العربية تعاون مصري سعودي في الاستثمار بمجالات الطاقة النظيفة *مدير الشئون الدينية في السنغال يشيد بجهود الأزهر لتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في العالم* مفتي مصر يتوجَّه إلى البحرين للمشاركة في مؤتمر الحوار الإسلامي -الإسلامي البنك التجاري الدولي- مصر يتعاون مع منظمة «AASBC» لتقديم شهادة «SEMP» مفتي الجمهورية يبحث مع مفتي كرواتيا سبل التعاون المشترك على هامش المنتدى الاقتصادي *ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة: الصيام عبادة لإصلاح القلوب وتهذيب النفوس* ملتقى المرأة يناقش دور القبلة في وحدة الأمة الإسلامية الجامع الأزهر يسلط الضوء على فضل ليلة النصف من شعبان بلغة الإشارة *الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: القلب هو الملك الحاكم لصلاح الإنسان أو فساده*

تجديد الخطاب الدينى فى ظل التكنولوجيا منحة أم محنة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تحقيق: صابر رمضان

علقت قضية تجديد الخطاب الدينى فى أذهان الكثيرين خاصة في ظل عالم المتغيرات والتقنية والتكنولوجيا اليوم.. بهدف تحصين الشباب من أفكار التنظيمات المتطرفة، وترشيد الوعي ومقاومة تيار الغلو والتشدد وتحرير مفهوم الخطاب الدينى، وتصحيح مفاهيم ظلت غامضة فى أذهان الكثيرين لمواجهة التحديات المعاصرة التى تواجه عالمنا العربي والإسلامى في المرحلة الراهنة، وعلى مدى سنوات طوال تعالت مطالب تجديد الخطاب الدينى، وأقيمت فى هذا المضمار ندوات ومؤتمرات ما بين محلية وعربية وإسلامية بل ودولية، ليدلى الجميع بدلوه من علماء الأمة، فى محاولة لتأصيل مفهوم التجديد وشرح وإيضاح معناه للناس إلى الحد الذى وصل فيه الأمر إلى أن أصبح المعنى ملتبسا على فئة البسطاء من الناس، وأصبح حديث"النخبة" على وسائل الإعلام المختلفة، وهناك من يرون أن المؤسسة الدينية هى المنوط بها وحدها تجديد الخطاب الدينى الذى بات ضروريًا في ظل عالم التكنولوجيا والأحداث المتواترة على الساحة العالمية، وأنه لا مفر من ضرورة تجديد الخطاب الدينى، بينما يتحاشى بعض المسلمين حتى الاعتراف بضرورة التجديد ليظل كل شئ كما كان يعهد، فهو يفضل أن يظل فكره وخطابه وطريقته وعلمه كما هو ثابتًا بدلا من أن تناله يد التجديد أو تطوله بواعث التحديث، وبات مفهوم تجديد الخطاب الدينى خاصة في ظل عالم التكنولوجيا المترامى واستحداث قضايا لم تكن موجودة زمن النبي صلى الله عليه وسلم، يتنازعه فئتان، الأولى تتحدث عن تجديد الخطاب الدينى وهى تصدر من منطلقات غير دينية والثانية أن هناك بعض التيارات الإسلامية التى يشتد بها الخوف إذا سمعت لفظ" التجديد" والتى يتنامى إلى أذهانها أنها مؤامرة بهدف تغييرالخطاب أو تحريف الدين، في هذا التقرير يتناول موقع"اتحاد العالم الإسلامى" بعض الآراء عن تجديد الخطاب الدينى وما مداه وهل يعيش أزمة حقيقية الآن.

أزمات الخطاب الديني

بداية يقول الدكتور جمال رجب سيدبي إن قضية تجديد الخطاب الدينى من القضايا المهمة التى شغلت أذهان المفكرين ورجال الدين في عالمنا المعاصر، لقد حاول البعض طرح هذه القضية من زوايا مختلفة سواء ثقافية أو فكرية أو غيره من الرؤى، ولقد شغلت هذه القضية الفكر الإسلامى المعاصر ما بين مؤيد للمصطلح وما بين رافض ، وكلتا النظرتين في حاجة إلى إمعان نظر لتحديد المصطلح مما ران عليه من غبش نتاج الفهم المتسرع تارة والفهم المغلوط تارة أخرى، ومنهجنا الذى تعتمد عليه في جل القضايا والموضوعات التى تطرح على العقل المسلم من منطلق الاعتدال والتوازن أو المنهجية الإسلامية الشاملة التى تنظر إلى الحقيقة من كافة جوانبها، إن إعمال العقل في القضايا والمستجدات المطروحة في ظل عالم التكنولوجيا المخيف على العقل المسلم لمن أهم الأولويات في واقعنا المعاصر، وهذا بطبيعة الحال يجرنا إلى فتح الاجتهاد بضوابطه وتجديد الخطاب الدينى وفق آليات جديدة تلبي أشواق وطموحات العقل الإسلامي لا أن نعيش أفكارًا ربما يكون قد تجاوزها الزمن، لكن السؤال المطروح وهو ما المقصود بتجديد الخطاب الدينى، وهو سؤال مبرر ومشروع ويتعين علينا ن نحرر المصطلح مما ران عليه من غبش ونبرز الصورة الصحيحة حتى ننطلق إلى معالجة بقية الموضوعات، ولابد أن نفرق بين الثوابت والمتغيرات، ففي مجال القطعيات أو المنطقة المحرمة مثل وجوب الصلوات الخمس والزكاة وما اتفقت عليه الأمة أو قطعي الثبوت قطعى الدلالة، فلا مجال لتجديد الخطاب الدينى فيه، فكثيرًا من المشتغلين بالدعوة الإسلامية يقلقون قلقًا بالغًا إثر سماعهم مصطلح تجديد الخطاب الديني خشية تحويل القطعيات إلى متغيرات أو الاجتراء على ثوابت الدين ومن جانب آخر ربما يعتقد البعض أن هذه دعوة غريبة من أجل إخراج الدين من أصالته وثوابته.

وليس من نافلة القول إن هناك مشكلات كثيرة تعترض التجديد في واقعنا المعاصر والتى من أهمها وأصعبها المغالطة في المفاهيم مثل مفهوم الحرية والديمقراطية وعمل المرأة ومكانتها في المجتمع الإسلامى، أيضًا الجمود في فهم النص التراثي فينبغي أن تقرأ النص في ضوء تحديات ومستجدات العصر لا أن نعيش بفكر القرون الماضية "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون"(البقرة: 134). وليس معنى ذلك رفض التراث جملة وتفصيلا، إنما نأخذ من تراثنا الحضارى ما يلائم معطيات العصر وتحدياته بطريقة متوازنة تجمع بين الأصيل والمعاصر، أيضًا البعد عن الغلو والتطرف والذي هو من أخطر المشكلات التى تواجه تجديد الخطاب الديني ورابعًا الفهم الخاطئ للدين، أيضًا لابد من إدراك فقه الدنيا والآخرة، فالبعض يعتقد أن المقصود بالاجتهاد في الأمور والقضايا الدينية وحسب ، والتى تستلزم اجتهادًا في حين أن الإسلام يحض المسلم على أن يجتهد في أمور الدنيا أيضًا، ومن الأخطاء الكبرى أن يتخلى الخطاب الديني عن العصر ومشكلاته وهمومه، فلابد من أن يسهم الخطاب الديني العاقل المتزن في حل القضايا التى تؤرق الضمير الإنسانى المعاصر مثل مشكلات البيئة وحقوق الإنسان..إلخ.، أيضًا من ضمن أزمات الخطاب الديني إساءة الظن بالمذاهب، وهذه بطبيعة الحال بعض المشكلات أو العقبات التى تواجه تجديد الخطاب الديني، وحسبنا الإشارة إلى بعضها.

ضرورة شرعيةالدكتور عبد الفتاح العواري

موضوعات متعلقة