البرهان في أسمرا.. تحركات إقليمية لتعزيز الدعم وسط تصاعد الأزمة السودانية
في ظل تصاعد الصراع العسكري في السودان وتزايد وتيرة العنف، يسعى قائد الجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، لتعزيز الدعم الإقليمي، حيث وصل إلى العاصمة الإريترية أسمرا في زيارة رسمية يوم الثلاثاء. وكان في استقبال البرهان لدى وصوله إلى مطار أسمرا الدولي الرئيس الإريتري أسياس أفورقي وأعضاء البعثة السودانية لدى إريتريا، بحسب بيان صادر عن إعلام مجلس السيادة السوداني.
وتهدف الزيارة إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين السودان وإريتريا، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك. ورافق البرهان في الزيارة وزير الثقافة والإعلام السوداني، خالد الإعيسر، ومدير جهاز المخابرات العامة، أحمد إبراهيم مفضل.
ويأتي هذا اللقاء بعد تطورات ميدانية في الشرق السوداني، حيث كانت قوات الأورطة الشرقية، بقيادة الجنرال الأمين داؤود، قد أعلنت في أكتوبر الماضي عن انتشارها في الإقليم الشرقي للسودان، بعد إجراء مشاورات مع الجيش السوداني. وقد بدأت هذه القوات تدريبات عسكرية في إريتريا العام الماضي، ويعتقد أنها خضعت لتدريبات متقدمة استعدادًا للمشاركة في الصراع.
تصاعد النزوح في دارفور بسبب القتال
من جهة أخرى، تشهد ولاية شمال دارفور تزايدًا كبيرًا في موجات النزوح بسبب المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع". فقد فرّ الآلاف من المدنيين إلى مناطق آمنة في منطقة "جبل مرة" الواقعة في وسط الإقليم، هربًا من الاشتباكات في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم "المنسقية العامة للنازحين واللاجئين" في السودان، آدم رجال، فإن أحدث موجة نزوح ضمت نحو 385 أسرة، أي حوالي 1925 فردًا. وقد استقبلت مناطق مثل طويلة، قولو، سورتوني، وروكرو وغيرها العديد من النازحين، الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والمأوى والخدمات الصحية والتعليمية.
وتسعى قوات "الدعم السريع" منذ أشهر إلى السيطرة على مدينة الفاشر باعتبارها آخر المدن في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، بعد أن تمكنت من فرض سيطرتها على العديد من ولايات الإقليم منذ أواخر العام الماضي.
تدمير سبل العيش وتفاقم الأزمة الإنسانية
القتال المستمر في السودان أدى إلى تدمير سبل عيش ملايين المواطنين في القطاعين الزراعي والرعوي، حيث يشكل هذان القطاعان حوالي 80% من القوى العاملة في البلاد. وقد أثرت الحرب بشكل كبير على المناطق الريفية، خصوصًا في دارفور، حيث تسببت الاشتباكات في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى النازحين، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية.
وتواجه البلاد واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، التي حذرت من أن السودان على أعتاب أزمة غذائية قد تكون الأسوأ في العالم في حال استمرار الصراع. وتقدر الأمم المتحدة أن الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 تسببت في مقتل نحو 20 ألف شخص، فضلاً عن نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل وخارج البلاد.
الدعوات لإنهاء الحرب
وفي ظل هذه الظروف المأساوية، تتصاعد الدعوات الأممية والدولية لضرورة إنهاء الحرب في السودان، حيث تشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني يزداد تدهورًا بسرعة. وفي وقتٍ تشير فيه التقارير إلى أن القتال قد يدفع ملايين السودانيين إلى المجاعة والموت بسبب نقص الغذاء، تواصل المنظمات الدولية الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف التصعيد والعمل من أجل حل سلمي ينهي الأزمة الإنسانية الطاحنة.