لدعم استقرار القرن الأفريقي.. لقاء وزير الخارجية مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي يناقش تحديات السودان والصومال
التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، يوم السبت، بـ "أنيت فيبر" مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، في لقاء تركز على الأوضاع السياسية والإنسانية في منطقة القرن الأفريقي، وخاصة في السودان والصومال.
ناقش اللقاء تطورات الأوضاع في السودان، حيث أكد الوزير عبد العاطي على أهمية وقف إطلاق النار كخطوة ضرورية نحو التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن تحقيق الاستقرار في البلاد. وأشار إلى ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة جراء النزاع، وأكد حرص مصر على دعم الجهود الدولية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تحقق الاستقرار في السودان وتنفيذ عملية وصول المساعدات الإنسانية.
كما تم تبادل الرؤى بين الجانبين حول التحديات الحالية في منطقة القرن الأفريقي، بما في ذلك تصاعد حدة التوتر في المنطقة. وتطرق اللقاء أيضًا إلى الأوضاع في الصومال، حيث أكد وزير الخارجية المصري على دعم مصر المستمر لمؤسسات الدولة الصومالية وحرصها على تعزيز الاستقرار في البلاد. وأكد عبد العاطي على أهمية احترام سيادة الصومال ووحدة أراضيه، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم الحكومة الصومالية في تحقيق الأمن، مكافحة الإرهاب، وضمان سيادة الدولة على أراضيها.
وفي ختام اللقاء، عبر الجانبان عن التزامهما المستمر بالتنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين أهمية العمل معًا لمواجهة التحديات الراهنة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وفي سياق آخر، قال مصدر طبي لوكالة رويترز إن عشرات من السكان الهاربين من بلدة الهلالية المحاصرة في ولاية الجزيرة السودانية قد ثبتت إصابتهم بالكوليرا، وهو ما قد يفسر الارتفاع الكبير في عدد الوفيات التي سُجلت هناك. في حين يزعم نشطاء محليون أن أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم بسبب المرض، قدم عدد من السكان في الشتات قائمة تتجاوز الـ400 حالة وفاة، مؤكدين أن الرقم يتزايد بشكل سريع.
بدأ حصار الهلالية في 29 أكتوبر 2024، عندما شنت ميليشيات الدعم السريع هجومًا على البلدة، التي يقطنها الآلاف من السكان المحليين والنازحين، وذلك في إطار سلسلة من الهجمات في شرق الجزيرة ردًا على انشقاق قائد بارز من قوات الدعم السريع وانضمامه للجيش السوداني. ووفقًا للناشطين، قُتل ما لا يقل عن 15 شخصًا نتيجة الهجوم، وسط تقارير عن تشديد الحصار.
مع تصاعد أعداد الضحايا، انتشرت شائعات حول سبب الوفيات، بما في ذلك اتهامات بأن عناصر الدعم السريع ربما يكونون قد سمموا المياه أو السكان عمداً. ولكن المصدر الطبي أكد أن العديد من الفارين من البلدة ثبتت إصابتهم بالكوليرا، مشيرًا إلى أن تلوث مصادر المياه قد يكون سببًا رئيسيًا في تفشي المرض.
وقالت شهادات من مسعفين وسكان محليين إن ميليشيات الدعم السريع طردت الناس من منازلهم، ونهبت الممتلكات من أموال ومواشي وسيارات، وأجبرت معظم السكان على اللجوء إلى ساحات ثلاثة مساجد. كما أشاروا إلى أن الجنود سرقوا الألواح الشمسية والأسلاك الكهربائية المستخدمة لاستخراج المياه الجوفية، مما دفع السكان للاعتماد على بئر تقليدي ضحل لم يُستخدم منذ عقود، ويحتمل أن يكون قد اختلط بمياه الصرف الصحي.
تواصل الأمم المتحدة التحقيق في تفشي الكوليرا المشتبه به في شرق الجزيرة، وقد أكدت أنها استقبلت مئات الحالات في مستشفى أم داوانبان. وقد وصف أطباء في المنطقة الوضع الصحي بأنه كارثي، مشيرين إلى أن النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب نهب مستشفيات المدينة من قبل ميليشيات الدعم السريع جعل فرص العلاج ضئيلة للغاية، ما أدى إلى تزايد حالات الوفاة.
إلى جانب تفشي المرض، يعيش السكان في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، في ظل استمرار الحصار وغياب الدعم الطبي.