سنجة تحت قبضة الجيش السوداني.. انسحاب تكتيكي للدعم السريع وتهديدات بانتقام مميت
أعلنت القوات المسلحة السودانية عن دخولها مدينة سنجة بولاية سنار بعد انسحاب قوات الدعم السريع، وسط قلق متزايد من احتمال وقوع مجازر ضد المدنيين، على غرار ما حدث في الدندر وقرى شرق سنار. وقد أُثيرت المخاوف من ارتكاب ميليشيات متحالفة مع الجيش، مثل "كتائب البراء بن مالك"، انتهاكات بحق السكان المحليين تحت ذريعة تعاونهم مع قوات الدعم السريع.
بينما اعتبرت قوات الدعم السريع انسحابها من مدينة سنجة خطوة تكتيكية في إطار خطة عملياتية، كان الجيش السوداني يروج لدخول المدينة على أنه نصر كبير بعد معارك ضارية. وظهر على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع لميليشيات النظام السابق، التي أعلنت عن بدء تمشيط المدينة في حملات انتقامية ضد المدنيين الذين لم يغادروا منازلهم.
المحللون العسكريون يرون أن انسحاب قوات الدعم السريع من سنجة قد يكون جزءًا من خطة أكبر للتركيز على منطقة النيل الأزرق الاستراتيجية التي تمثل نقطة وصل حيوية بين السودان وجنوب السودان وإثيوبيا. ويُحتمل أن تكون الوجهة التالية لقوات الدعم السريع هي مدينة الدمازين في ولاية النيل الأزرق، بهدف فتح خطوط إمداد جديدة وتعزيز السيطرة على الحدود الشرقية للسودان.
من جانبه، شدد الباشا طبيق، المستشار بقوات الدعم السريع، في تصريح له على منصة "إكس"، على أن من يعتقد أن دخول الجيش إلى سنجة يعد انتصارًا فهو "واهم"، مشيرًا إلى أن الخطة العسكرية تتضمن تكتيكات ستفاجئ الجيش السوداني في الأيام القادمة.
في السياق نفسه، بدأت ميليشيات النظام السابق في نشر فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تهدد فيها المدنيين في سنجة بالقتل إذا ثبت تعاونهم مع قوات الدعم السريع. وأكد مراقبون أن هذه الميليشيات قد بدأت حملة اعتقالات وتصفية للمواطنين، وهو ما يعيد إلى الأذهان مجزرة "الدندر" التي وقعت في وقت سابق من العام الحالي، حيث قتلت الميليشيات المئات من المدنيين بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.
تقارير حقوقية أكدت وقوع مجزرة في مدينة الدندر وقرى شرق سنار أواخر أكتوبر الماضي، حيث قتل أكثر من 350 مدنيًا في حملات اعتقال وتصفية استهدفت قبائل معينة بدعوى تعاونهم مع قوات الدعم السريع. وذكرت التقارير أن الحملة أسفرت عن مقتل 72 أسرة من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم أصحاب المحلات التجارية الذين قدّموا خدمات لقوات الدعم السريع أثناء سيطرتها على المنطقة.
المخاوف تتصاعد من تكرار هذه الجرائم في مدينة سنجة، في ظل تهديدات ميليشيات النظام السابق واستمرار أعمال العنف ضد المدنيين في المناطق التي شهدت تواجدًا لقوات الدعم السريع.