منظمة أنقذوا الأطفال: الانتهاكات في السودان تصل إلى مستويات غير مسبوقة
![أطفال السودان](https://media.unitedmuslimworld.com/img/25/02/11/31610.webp)
يواجه الأطفال في السودان أوضاعًا مأساوية في ظل الصراع المسلح المستمر، حيث تتزايد معدلات العنف والاستغلال ضدهم بشكل ينذر بالخطر فقد أدت المواجهات العنيفة إلى مقتل وإصابة آلاف الأطفال، فضلًا عن تعرضهم للتشريد القسري والانفصال عن أسرهم.
كما يعاني العديد منهم من التجنيد القسري، إضافة إلى انتهاكات جسدية ونفسية متعددة، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية والاستغلال.
حذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" في تقرير لها من تصاعد العنف في السودان خلال الربع الأخير من العام الماضي 2024، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع النزاع قبل قرابة عامين.
كما أشارت المنظمة إلى استمرار الهجمات العنيفة التي تستهدف الأطفال والمدنيين مع دخول عام 2025، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.
ووفقًا لتحليل أجرته المنظمة استنادًا إلى بيانات مشروع مواقع وأحداث النزاع المسلح (ACLED)، سجلت أكثر من 700 حادثة عنف استهدفت المدنيين بين أكتوبر وديسمبر 2024، متجاوزة أي فترة زمنية مماثلة منذ بدء الصراع. كما بلغ عدد الحوادث 288 في أكتوبر، و217 في نوفمبر، و199 في ديسمبر، وشملت غارات جوية، وهجمات بطائرات مسيّرة، وقصفًا مدفعيًا، واشتباكات مسلّحة، إضافة إلى عمليات اختطاف وقتل وعنف جنسي.
بينما في مؤشر خطير على تصاعد العنف، سجّل شهر يناير 2025 نحو 208 حوادث ضد المدنيين، بزيادة بلغت 78% مقارنة بيناير 2024.
ومن بين هذه الحوادث، مقتل طالب في المرحلة الثانوية في 5 يناير، ومقتل أب بالرصاص أمام أطفاله في 8 يناير الماضي 2025.
هجمات مروعة
كما شهدت مدينة الفاشر هجمات مروّعة، أبرزها الهجوم على معسكر "أبو شوك"، الذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 11 آخرين، بالإضافة إلى استهداف مستشفى الفاشر السعودي التعليمي في شمال دارفور، ما أدى إلى مقتل نحو 70 شخصًا، بينهم أطفال، وإصابة عدد كبير آخر.
بينما أعلنت الأمم المتحدة أن تصاعد العنف أدى إلى "مستويات صادمة" من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، شملت التجنيد القسري في الجماعات المسلحة، والعنف الجنسي، والاختطاف، إلى جانب الهجمات على المدارس والمستشفيات.
كما تصدرت ولايتا الجزيرة وشمال دارفور قائمة المناطق الأكثر تضررًا، حيث أُجبر أكثر من 1.4 مليون شخص، بينهم 760 ألف طفل، على الفرار من منازلهم.
وفي ظل استمرار الصراع للشهر الحادي والعشرين، بلغ عدد النازحين داخليًا نحو 12 مليون شخص، وهو الرقم الأعلى عالميًا وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة كما يواجه الأطفال خطر المجاعة، مع تسجيل خمس مناطق تعاني من ظروف غذائية كارثية.