من قلب إسرائيل.. وزير الخارجية الأمريكي يطالب بالقضاء على حماس

في زيارة تاريخية للمنطقة، بدأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من إسرائيل، حيث دعا إلى القضاء على القدرات العسكرية والسياسية لحركة «حماس» في قطاع غزة. هذا التصريح جاء متوافقًا مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد في لقاء صحافي أنه ناقش مع روبيو «استراتيجية مشتركة» بشأن التعامل مع الوضع في غزة. وذكر نتنياهو أن التفاصيل الدقيقة لهذه الاستراتيجية لا يمكن الإعلان عنها علنًا، إلا أنه أكد على ضرورة القضاء على القوة العسكرية لحركة «حماس» وحكمها السياسي في غزة.
من جهته، شدد روبيو على ضرورة إنهاء وجود «حماس» كقوة عسكرية أو حكومة في المنطقة، مؤكدًا أن استمرار وجود الحركة لا يمكن أن يكون خيارًا. وأضاف أن هذا الهدف يجب أن يكون محورًا أساسيًا للسياسة الأميركية والإسرائيلية في المرحلة المقبلة.
وفي تطور آخر، أعلن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن استئناف المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، حيث من المتوقع أن تُعقد في وقت لاحق هذا الأسبوع في مكان سيُحدد لاحقًا.
هذا التصعيد في التصريحات يعكس تصاعد التوترات في المنطقة، ويؤكد على الموقف الثابت لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل تجاه حركة «حماس» في الوقت الذي تشهد فيه المفاوضات الدولية مرحلة حساسة قد تكون حاسمة في مسار الوضع الأمني والسياسي في غزة.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُعد "الصديق الأعظم لإسرائيل في تاريخ البيت الأبيض". وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي اليوم الأحد مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن "إسرائيل تعمل وفق استراتيجية مشتركة مع ترامب، تشمل تحديد موعد حاسم لفتح أبواب الجحيم على غزة إذا لم تُطلق حركة حماس سراح جميع الأسرى الإسرائيليين".
كما أكد نتنياهو على أن دعم وزير الخارجية الأمريكي الثابت لإسرائيل سيستمر بلا توقف.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حذر من أن "أبواب الجحيم ستُفتح" في حال لم تُفرج حماس عن "جميع" الأسرى الإسرائيليين في غزة قبل ظهر يوم السبت.
وأضاف ترامب أن "إسرائيل يجب أن تقرر ما ستفعله بشأن الموعد المحدد للإفراج عن الأسرى"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستدعم أي قرار تتخذه إسرائيل في هذا الصدد.
في سياق متصل انتقدت حركة حماس الهجوم الذي نفذته طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي استهدف عناصر من الشرطة الفلسطينية شرق مدينة رفح، يتضح أن هذا الهجوم يعكس تصعيدًا في التوترات على جبهة قطاع غزة، إضافة إلى خلل واضح في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار. الهجوم الذي أسفر عن استشهاد ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية أثناء تأديتهم مهام إنسانية لتأمين دخول المساعدات إلى القطاع، يمثل خرقًا صارخًا للهدنة المتفق عليها مسبقًا، مما يبرز عدم التزام إسرائيل الكامل بتعهداتها.
كما اعتبرت حركة حماس هذا الهجوم جزءًا من سلسلة انتهاكات إسرائيلية، منتقدةً بشدة طريقة تعامل الاحتلال مع الاتفاقات المبرمة.
وأشارت الحركة إلى أن إسرائيل أخلفت وعدها في عدة مسائل، منها منع إدخال الكرفانات والمعدات الثقيلة التي تم الموافقة عليها من قبل الوسطاء. كما أدانت تأخير إسرائيل في بدء المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، معتبرةً أن هذه المماطلة تعكس عدم جدية الاحتلال في الوفاء بالتزاماته بموجب الاتفاقات الدولية.
واتهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة عرقلة مسار المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن هذه التصرفات قد تؤدي إلى عودة التصعيد العسكري، وأن إسرائيل تسعى من خلال هذه الأفعال إلى تأزيم الوضع لصالحها في إعادة تشكيل موازين القوى على الأرض.
كما حملت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن عواقب هذه الانتهاكات، ودعت إلى تدخل عاجل من قبل الوسطاء والمجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بتنفيذ بنود البروتوكولات الإنسانية، وكذلك البدء الفوري في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق. هذا التصعيد يعكس هشاشة الوضع في غزة ويعزز المخاوف من أن الجهود الدبلوماسية قد تواجه تحديات كبيرة في تحقيق استقرار طويل الأمد.