الكرملين يرحب بموقف واشنطن المتوازن تجاه أوكرانيا.. ويستعد التعاون في المعادن النادرة

أكد الكرملين، أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية، من الحرب الروسية الأوكرانية متوازن، ويأتي ذلك بعدما صوّتت واشنطن في الأمم المتحدة ضد قرار أعدّته كييف والأوروبيون يدين الهجوم الروسي في أوكرانيا.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، إن «الولايات المتحدة تتخذ موقفاً أكثر توازناً يهدف إلى محاولة حل الصراع الأوكراني. ونحن نرحب بذلك»، ما يعكس تحولًا جزئيًا في السياسة الروسية تجاه الولايات المتحدة. ويعد هذا الموقف، الذي قد يُعتبر أقل حدة من المواقف السابقة، يبدو أنه يعكس رغبة أمريكية في استكشاف حلول للصراع الأوكراني، وهو ما يراه الكرملين خطوة إيجابية نحو تهدئة التوترات.
وفي الوقت نفسه، يطرح الكرملين إمكانيات للتعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة في مجال المعادن النادرة، وهي من المجالات التي تعتبر حيوية للاقتصادات الحديثة نظرًا لأهميتها في صناعة التكنولوجيا والابتكار. بيسكوف أشار إلى أن روسيا تمتلك احتياطيات ضخمة من هذه المعادن، ما يوفر فرصًا كبيرة للتعاون بين البلدين في هذا المجال، حيث يحتاج الأمريكيون لهذه المعادن النادرة. هذه الفرصة الاقتصادية قد تساهم في تخفيف حدة التوترات السياسية وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك.
من جهة أخرى، أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على استعداد بلاده للعمل مع الولايات المتحدة في تطوير المعادن الأرضية النادرة، مشيرًا إلى استعداد روسيا لاستكشاف مناطق جديدة لهذا الغرض.
وعلاوة على ذلك، أشار بوتين إلى فكرة من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن تخفيض الإنفاق العسكري بين الدول الكبرى بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والصين بنسبة 50%. وصف بوتين هذه الفكرة بأنها "جيدة" وفتح الباب للمناقشة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق يعزز من التعاون في هذا الشأن.
وفي النهاية يمكن اعتبار التصريحات الأخيرة من الكرملين بمثابة تراجع جزئي عن المواقف المتشددة السابقة، حيث يظهر انفتاحًا على التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات استراتيجية مثل المعادن النادرة وتخفيض التسلح، وهو ما قد يمثل تحولًا في الديناميكيات الجيوسياسية بين البلدين.
في سياق متصل أطلقت السلطات الأوكرانية إنذاراً جوياً في جميع أنحاء البلاد في إطار استعداداتها لمواجهة الهجمات الروسية، مشيرة إلى رصد صواريخ من طراز "كروز" متجهة نحو العاصمة كييف.
وفي منشور عبر تطبيق "تلغرام"، أفادت الإدارة العسكرية لمنطقة كييف بأن الإنذار الجوي لا يزال ساري المفعول، داعية المواطنين للبقاء في الملاجئ لحين زوال الخطر.
وفى إطار الأضرار الناتجة عن القصف، أفادت السلطات المحلية بإصابة امرأة تبلغ من العمر 44 عاماً بجروح جراء الهجوم الذي استهدف منطقة أوبوخيف الواقعة بالقرب من العاصمة، بالإضافة إلى أضرار لحقت بعدد من المنازل في منطقة فاستيف.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تمكنها من اعتراض وتدمير 19 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية.
ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد مرور 3 أعوام على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الجنود من الطرفين. كما أسفرت المعارك المستمرة عن تدمير العديد من المدن في المناطق الجنوبية والشرقية من أوكرانيا، بالإضافة إلى نزوح ملايين المدنيين من منازلهم جراء العنف المستمر.