كلمة السر ترامب.. مخاوف فرنسية من تعزيز نفوذ روسيا في أوكرانيا
في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلت الصحيفة عن مسؤولين فرنسيين قلقهم من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والتي تشير إلى نيته فرض وقف إطلاق نار في أوكرانيا في وقت قريب. هؤلاء المسؤولون، الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم، عبّروا عن مخاوفهم من أن ترامب قد يسعى إلى تنظيم انتخابات في أوكرانيا، وهو ما قد يفتح المجال أمام وصول مرشحين مدعومين من روسيا إلى السلطة، بما يعزز نفوذ موسكو في المنطقة. يأتي هذا في وقت يتأهب فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للاجتماع مع ترامب هذا الأسبوع، مما يزيد من حدة التوترات بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا.
وظهرت ملامح التوتر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بعد أن أثار ترامب القلق في الأوساط الغربية، من خلال اتصاله بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم الاتفاق على بدء مفاوضات لإنهاء النزاع، ما فاجأ حلفاء واشنطن الأوروبيين وأدى إلى حالة من الاستفهام بشأن موقف الإدارة الأمريكية تجاه الحرب.من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مسؤولين بريطانيين أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، سيحث ترامب على تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، مشيراً إلى أن لندن تدرس تقديم مساعدات إضافية في شكل دعم عسكري وتخطط لزيادة إنفاقها الدفاعي. وأوضحت الصحيفة أن ستارمر سيؤكد التزام بريطانيا بتحصين الدفاعات الأوروبية، عبر إرسال قوات بريطانية للمشاركة في قوة لحفظ السلام في أوكرانيا. وقد سبق أن أعلن ستارمر عن عزمه إرسال قوات إلى أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن تنفيذ هذه الخطوة يتطلب دعماً أمريكياً.
في المقابل، استنكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تصريحات ترامب، متهماً إياه بأنه وقع في "فقاعة تضليل روسية"، بينما رد ترامب قائلاً إن زيلينسكي "دكتاتور بلا انتخابات" ووجه له تحذيراً بضرورة التحرك بسرعة لإنقاذ بلاده من مصير محتوم.
في تحذير جديد من الكرملين، أشار إلى أن روسيا «لن تبيع أبداً» الأراضي الأوكرانية التي احتلتها، والتي تمثل نحو 20% من مساحة أوكرانيا. هذا التصريح جاء في وقت حساس حيث بدأت موسكو وواشنطن حواراً ثنائياً بهدف إيجاد سبل لوقف النزاع القائم. المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أكد في تصريحاته للتلفزيون الرسمي أن روسيا لا تفكر في أي تنازلات بشأن الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أن سكان هذه المناطق قد اختاروا منذ وقت طويل الانضمام إلى روسيا. هذه الكلمات تعكس الموقف الروسي الثابت بشأن الأراضي التي تحتلها، مؤكداً أن موسكو لن تساوم في هذا الصدد.
كما أضاف بيسكوف أن الحوار الجاري بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يبدو «واعداً»، في إشارة إلى الإمكانية القوية لعقد قمة ثنائية بين الرئيسين في المستقبل القريب. تصريحات بيسكوف جاءت رداً على السؤال حول الموقف الأمريكي الذي اتسم بالحزم تجاه كييف، وكذلك انتقادات ترامب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. الكرملين يرى أن هذا النوع من الحوار بين شخصيات مثل بوتين وترامب يمثل فرصة للتوصل إلى حلول سياسية، بشرط أن يتم تنفيذ الإرادة السياسية للطرفين دون عوائق.
في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية سيرغي لافروف إلى تركيا لإجراء محادثات ثنائية مع المسؤولين الأتراك. وقالت زاخاروفا أن المحادثات ستتناول قضايا إقليمية ودولية متنوعة، مما يعكس أهمية العلاقات بين البلدين في هذه المرحلة.
