بوتين: ملتزمون بتعزيز الجيش الروسي لضمان سيادة البلاد

جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، تأكيد التزامه الراسخ بتعزيز قدرات الجيش الروسي في ظل عالم يشهد تحولات متسارعة، مشددًا على أن هذا التوجه يعدّ ضرورة استراتيجية لضمان سيادة روسيا في الحاضر والمستقبل.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة "يوم المدافعين عن الوطن"، أوضح بوتين أن سياسة تعزيز وتطوير القوات المسلحة الروسية تظل ثابتة رغم المتغيرات الدولية، وفقًا لما نقلته "وكالة الصحافة الفرنسية".
كما أشار إلى أن الجنود الروس المشاركين في العمليات العسكرية في أوكرانيا يؤدون دورًا محوريًا في حماية المصالح الوطنية الروسية وتأمين مستقبل البلاد، وذلك بالتزامن مع اقتراب الذكرى الثالثة لانطلاق الهجوم الروسي على كييف.
وفي مقطع مصور بثه الكرملين، أشاد بوتين بشجاعة الجنود وتضحياتهم، مؤكدًا أنهم يجسدون روح الإصرار في الدفاع عن الوطن ومصالحه الاستراتيجية.
يذكر أن كل من فرنسا وبريطانيا تسعيان بالتعاون مع الولايات المتحدة إلى تشكيل "قوة جوية غربية" لمتابعة الأوضاع في أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.
تهدف هذه الخطة، التي لا تزال قيد الإعداد، إلى تقديم ردع قوي ضد أي انتهاك محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بينما تركز بشكل أكبر على القوة الجوية مقارنة بالمقترحات السابقة التي شملت نشر قوات برية في المنطقة.
وتعكس الخطة توجهًا أكثر تركيزًا على القوة الجوية مقارنةً بالمقترحات السابقة التي قدمها بعض الزعماء الأوروبيين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين اقترحوا نشر قوات برية في أوكرانيا. فقد فشلت المحاولات الفرنسية لتشكيل "جبهة أوروبية موحدة" لدعم السلام في أوكرانيا، خاصة في ضوء المخاوف المتزايدة بشأن مواقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كان يدعو إلى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصولًا إلى إمكانية عقد قمة روسية أمريكية في السعودية.
تهدف الخطة الجديدة، وفقًا للمسؤولين الغربيين، إلى تعزيز "الرادع القوي" ضد روسيا لضمان عدم انتهاك أي اتفاق لوقف إطلاق النار، مما يساعد في إيجاد الظروف المناسبة لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا. وأوضح أحد المسؤولين الغربيين للصحيفة قائلاً: "لدينا تفوق جوي كبير على روسيا، وهذا سيمكننا من الرد على أي انتهاكات لوقف إطلاق النار، وهو نهج عقابي يسمح لنا بمعاقبة روسيا إذا استدعت الضرورة". كما أشار إلى أن المناقشات جارية مع العديد من الدول، مع التركيز على استخدام القوة الجوية كجزء أساسي في هذه الاستراتيجية.
تفاصيل الخطة المحتملة
تعتمد الخطة على التفوق الجوي الغربي، والذي يمثل ميزة استراتيجية تفصل الجيوش الغربية عن القوات الروسية. تتركز القوات البرية، على الأقل في البداية، على حماية المواقع الحيوية في أوكرانيا مثل الموانئ ومحطات الطاقة النووية. قد يتولى قيادة "مهمة أوكرانيا" تشكيل فرنسي بريطاني مشترك، مع إمكانية إسهام دول أوروبية أخرى، بحيث يتم التنسيق من مراكز قيادة في المملكة المتحدة أو فرنسا.
وفي سياق مماثل، يقوم رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، حالياً بزيارة عواصم الاتحاد الأوروبي الـ27 لوضع قائمة بالأسلحة والقوات التي يمكن أن يقدمها الاتحاد بشكل جماعي لأوكرانيا، لضمان تطبيق أي اتفاق سلام مستقبلي. المسؤولون الغربيون أكدوا أن هذه الخطة بحاجة إلى مزيد من التفصيل وقد تشمل نشر قوات برية كبيرة على الحدود الغربية لأوكرانيا في حال لم يتم نشرها داخل الأراضي الأوكرانية نفسها.