اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
خرق الهدنة.. الاحتلال قتل 100 فلسطيني منذ اتفاق وقف إطلاق النار ضمن صفقة التبادل .. حماس تسلم جثمان الإسرائيلية «شيري بيباس» للصليب الأحمر استمرار حملة النظافة بمساجد مصر استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المعظم *رئيس جامعة الأزهر يؤم آلاف المصلين في صلاتي الجمعة والجنازة على الوزير شفر الدين بجاكرتا* ترامب يعترف.. فوجئت بعدم ترحيب مصر والأردن بالخطة التي طرحتها بشأن غزة مفتي مصر يلتقي رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي يؤكد على دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الأخوّة الإسلامية *عضو رابطة الأمة بالسنغال: الحوار الإسلامي خطوة كبيرة نحو ترجمة آمال الأمة وطموحاتها على أرض الواقع* ”الدولية للهجرة”: 90% من المنازل في قطاع غزة مدمرة تماما ”الخارجية الفلسطينية”: اقتحام نتنياهو لمخيم طولكرم استفزاز غير مقبول ” العنزي ” دعم ورعاية المملكة للجائزة يتوج جهود القيادة الرشيدة في خدمة كتاب الله الرئيس الأمريكي: خطتي بشأن قطاع غزة جيدة ولكنني لا أفرضها وسأكتفي بالتوصية بها

هل يتسبب ترامب في حرب أوروبية روسية؟

الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي

تستمر المخاوف في أوروبا من التصعيد المحتمل للنزاع مع روسيا، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في أوكرانيا والتوترات المتزايدة على الحدود الأوروبية. يزداد القلق في الأوساط السياسية الأوروبية من اندلاع حرب شاملة بسبب التهديدات العسكرية الروسية، مما يطرح تساؤلات حول أمن القارة. هذا القلق يتفاقم مع التغيرات في السياسة الأمريكية، حيث قد تتبنى واشنطن سياسة "أمريكا أولًا"، مما قد يؤثر على دعمها الأمني لأوروبا.

من أبرز المخاوف في أوروبا هو قدرة حلف الناتو على مواجهة التهديدات الروسية بمفرده. على الرغم من تعزيز الحلف لقدرته الدفاعية، إلا أن العديد من الدول الأوروبية لا تزال تعتمد على الدعم الأمريكي. وإذا تخلت الولايات المتحدة عن هذا الدور، قد تجد أوروبا نفسها في موقف صعب يتطلب زيادة استثماراتها في الجيوش الوطنية.

القوة العسكرية الروسية على الحدود الشرقية لروسيا تثير مخاوف من تصعيد عسكري قد يطال دول الناتو، بينما تزداد المخاوف من التصعيد النووي. كما أن استمرار العقوبات الاقتصادية على روسيا يزيد من تعقيد الوضع الأمني في أوروبا.

إضافة إلى ذلك، فإن الحروب الهجينة مثل الهجمات الإلكترونية والحروب الإعلامية تصبح أدوات رئيسية لروسيا، ما يزيد من صعوبة الاستجابة الأوروبية. تصريحات ترامب بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أوروبا زادت من قلق الاتحاد الأوروبي حول العلاقة مع واشنطن، وأثارت أسئلة حول مصير حلف الناتو.
في فبراير 2025، تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث انتقد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس سياسات الاتحاد، خصوصًا في ما يتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعي. وفي 12 فبراير، أعلنت إدارة ترامب عن محادثة هاتفية بين ترامب وبوتين لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، ما أثار تساؤلات حول استراتيجيات واشنطن تجاه الصراع.

كما أضاف وزير الدفاع بيت هيغسيث توترًا آخر بتأكيده على أولويات الولايات المتحدة الاستراتيجية في مناطق أخرى، مشيرًا إلى ضرورة أن تتخلى أوكرانيا عن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، مما رحبت به موسكو وأثار قلق أوروبا.

على المستوى الأوروبي، حذر القادة من أي اتفاق أمريكي مع روسيا قد يؤدي إلى تجدد الهجمات على أوكرانيا، ودعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى تعزيز الأمن الأوروبي بالتعاون مع أوكرانيا، مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على علاقة غير عدائية مع ترامب.
أشار فريدريش ميرتس، زعيم المعارضة الألمانية، إلى التغيير الجذري في الوضع الأمني بأوروبا، مؤكدًا أن القارة بحاجة لإعادة تقييم استراتيجيات الدفاع. وزيرة الدفاع الليتوانية، دوفيل ساكاليني، أوضحت أن أوروبا كانت تعتمد على الولايات المتحدة لحمايتها، لكنها الآن تدرك ضرورة تأمين نفسها مع الاستفادة من الدعم الأمريكي في حالات محدودة.

وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، إن "الاستعداد للحرب ضروري لتجنبها"، مؤكداً على أهمية التحضير لمواجهة التهديدات لتفادي التصعيد. هذا التصريح يتماشى مع تحذيرات وزير الدفاع الألماني من خطورة التهديد الروسي في ظل الحرب على أوكرانيا، مما يزيد شعور أوروبا بالخطر من توسع روسيا.

دول الناتو الواقعة على الحدود الأوروبية تدرك حجم التهديد وتستثمر في تعزيز قدراتها العسكرية، بينما تظل بعض الدول الغربية في حالة إنكار، مما يظهر انقسامًا بين الدول المتقدمة في الاستعدادات العسكرية والدول الأخرى التي لا ترى ضرورة ملحة لذلك.

التحليلات تشير إلى أن الولايات المتحدة طالما حذرت من تراجع أوروبا في أولوياتها الإستراتيجية، وهو ما أصبح أكثر وضوحًا في سياسات الدفاع المتباينة تجاه إسرائيل وأوكرانيا. هذا القلق يزيد مع احتمالية عودة ترامب إلى السلطة، حيث يمكن أن يتجاهل الالتزامات الدفاعية المشتركة في مواجهة التهديد الروسي.
في بداية الألفية، كان يُعتقد أن روسيا ستسعى للهيمنة على دول البلطيق لتقويض الناتو، لكن الواقع اليوم يشير إلى أن روسيا أعادت بناء قواتها بشكل كبير منذ 2024، بينما تراجعت بعض قدرات جيوش الناتو بسبب نقص الإمدادات.

وأكد الخبراء أن الردع الأوروبي الفعّال هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة، ويجب على أوروبا الاستثمار في مواجهة "إرهاب الدولة" كما فعلت في مكافحة الإرهاب التقليدي. بولندا تمثل مثالًا على أن تكلفة الاستعداد الدفاعي أقل بكثير من تكلفة الدمار الناتج عن غياب الاستعداد.