مسؤول كويتي : المسلمون في روسيا يتمتعون بحرية دينية كبيرة

أشاد الدكتورعبد الله الشريكة، أمين سر اللجنة العليا للوسطية والاعتدال في مجلس الوزراء الكويتي، بمخرجات مؤتمر الحوار الإسلامي، مؤكداً أنه جاء في توقيت مناسب للم شتات المسلمين من مختلف الطوائف والعرقيات، والوصول إلى توصيات حكيمة تخدم القضايا الإسلامية والإنسانية بشكل عام.
وتابع: أن الاختلافات موجودة، لكنها لا تعني غياب موقف موحد تجاه القضايا الإنسانية ونصرة المظلومين، وكذلك القضايا السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية، مع مراعاة خصوصيات كل شعب ومجتمع وطائفة، لافتا إلى أن المؤتمر ركز على ما يجري في فلسطين، ومحاولات تهجير سكان غزة من أرضهم، مشيراً إلى أن هذه التصريحات لا يمكن قبولها، إذ إن حق الشعب الفلسطيني لا يقرره أي طرف، مهما كانت منزلته، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية.
كما حرص "الشريكة" على توجيه الشكر إلى روسيا على رعايتها لمؤتمرات مماثلة، مضيفاً: "كنت حاضراً في أحد هذه المؤتمرات في روسيا، وسعدت بما سمعته من المسؤولين الروس، وما رأيته من رعاية لحقوق المسلمين وتوفير الحرية الدينية لهم. زرت الكثيرين وتواصلت معهم، وأكدوا أنهم يعيشون في روسيا بحرية دينية لا توجد في كثير من البلدان".
وانطلقت، أول أمس الأربعاء، أعمال مؤتمر الحوار الإسلامي المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة، تحت شعار "أمة واحدة ومصير مشترك"، وتستمر فعاليات المؤتمر لمدة بومين، وذلك بحضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
ويهدف المؤتمر إلى "الإفادة من التجارب السابقة كافة، على طريق التقارب بين مكونات الأمة الواحدة، ومبادرات الحوار التي تمت على هذا الطريق، لاستكمال ما بدأته برؤيةٍ جديدةٍ أقوى وأوسع أفقًا، من خلال مناقشة القضايا الأكثر أهميةً وإلحاحًا، والتركيز على مواطن التحدي، وتقديم إضافة نوعية حقيقية في مجال الوحدة الإسلامية، التي من شأنها تزيد من قوة الأمة لمواجهة جميع التحديات الراهنة حول العالم.
ويذكر أن المسلمون يشكلون جزءًا هامًا من النسيج الاجتماعي والثقافي في روسيا، حيث يُقدر عددهم بحوالي 20 مليون نسمة، وعلى مر التاريخ، ساهم المسلمون في إثراء الحضارة الروسية من خلال العلوم والفنون والعمارة، فقد تعود الاتصالات الأولى بين العالم الإسلامي والشعوب التي انضمت فيما بعد إلى الدولة الروسية، إلى القرنين السابع والثامن الميلادي.
وفي منتصف القرن السابع وصلت الفتوحات الإسلامية إلى شمال القوقاز وآسيا الوسطى. وبحلول مطلع القرن الثامن تمكن العرب من فرض سيطرتهم على جنوب القوقاز وما وراء النهر وخوارزم وفرغانة. وكان من بين نتائج الفتوحات إنشاء فضاء سياسي-اجتماعي موحد وانتشار واسع للدين الإسلامي فيه، والحقيقة لم يتوقف نشر الإسلام بعد تفكك الخلافة كنظام حكم موحد في القرن التاسع، وهذا بفضل تعزيز العلاقات التجارية بين الشرقين الأدنى والأوسط ومناطق وسط أوراسيا بما فيها روسيا القديمة. ويبدو أن أوائل المسلمين الذين عرفهم الروس، كانوا من سكان بلاد الخزر، حيث كان الإسلام منتشرا بالإضافة إلى اليهودية والمسيحية.
كما كان لشعب البولغار الذي كانت له دولة قوية في حوض نهر الفولغا في الفترة بين القرنين العاشر والثالث عشر، دورا مهما في تاريخ العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي. وصار الإسلام دينا رسميا للدولة في إمارة البولغار في العام 922، عندما وصلت إلى بلاط الخان بعثة من الخليفة المقتدر وهذا بطلب من خان البولغار نفسه. وكان من بين أعضاء البعثة أحمد ابن فضلان الذي ترك لنا كتابه المعروف بـ«رحلة ابن فضلان» والذي وصف فيه البلدان التي عبرتها البعثة في طريقها إلى بلاد البولغار والشعوب التي رآها. وحسب «رحلة ابن فضلان»، كان اسم ملك البولغار ألمش بن يلطوار الذي توجه إلى الخليفة بطلب أن يرسل إليه من «يفقه في شؤون الدين لكي يعرفه بشرائع الإسلام ويبني له مسجدا وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة في بلده وجميع مملكته.