خبراء: تصريحات الكرملين الأخيرة تعكس رغبة روسيا في إنهاء حرب أوكرانيا

أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتفاوض مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «إذا لزم الأمر»، مشيراً إلى أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي تُعد حقاً سيادياً لأوكرانيا، وأن روسيا لا تسعى للتدخل أو فرض رأيها بشأن هذه القضية. ومع ذلك، أشار بيسكوف إلى أن الموقف الروسي يختلف تماماً فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى تحالفات عسكرية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث يعتبر ذلك تهديداً لمصالح الأمن القومي الروسي.
وبحسب الخبراء والمراقبون تصريحات الكرملين تعكس وجود رغبة حقيقية لدى الرئيس الروسي لوضع حد للحرب الأوكرانية التي بدأت قبل نحو 3 أعوام،
استعداد الرئيس الروسي للتفاوض مع الرئيس الأوكراني "إذا لزم الأمر" يدل على لتخفيف التوترات ومن الممكن أن تقدم موسكو بعض الحلول المرنة.

واستدل الخبراء على ذلك بأن الكرملين لم يعارض مسألة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره "حق سيادي" لها، بينما رفض فكرة انضمامها إلى حلف الناتو باعتباره يشكل تهديداً لأمنها القومي، وهو الموقف الذي دفعها للقيام بعملية عسكرية في أوكرانيا، يمكن أن يكون هذا بمثابة تحذير جديد من روسيا بشأن الحفاظ على حدود نفوذها الجيوسياسي في المنطقة، ما يعكس يعكس التوجه الروسي الذي يتبنى سياسة متشددة تجاه أي تحالفات عسكرية يمكن أن تُشكل تهديداً مباشراً لمصالحها الأمنية، ويدل على أن روسيا مستعدة للضغط على أوكرانيا لتجنب انضمامها إلى الناتو.

في سياق متصل، عُقدت في وقت لاحق من اليوم محادثات في قصر الدرعية بالرياض بين الولايات المتحدة وروسيا، تحت رعاية سعودية، بهدف تحسين العلاقات بين البلدين وتعزيز الاستقرار والأمن على المستوى العالمي. حضر هذه المحادثات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى جانب مساعد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي. وتأتي هذه الجهود في إطار سعي المملكة لتقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن، مما يفتح المجال لمزيد من التنسيق الدولي في الملفات ذات الأهمية الكبرى.
وتأتي هذه المحادثات ضمن إطار الجهود السعودية المستمرة لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي من خلال الحوار الدبلوماسي بين القوى العظمى، وهو جزء من رؤية المملكة لتحقيق استقرار عالمي مستدام. كما تسعى السعودية من خلال هذه المباحثات إلى توفير منصة للتفاعل المباشر بين الولايات المتحدة وروسيا، الأمر الذي يعكس اهتمام المملكة بمسائل الأمن الدولي وأثرها على المنطقة والعالم.

قبل انطلاق المحادثات، وصف كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «حلّال للمشكلات»، مشيداً بقدرته وفريقه على معالجة التحديات الكبرى بسرعة وكفاءة عالية. هذه التصريحات تعكس تحليلاً إيجابياً من الجانب الروسي لدور الرئيس الأمريكي في التعامل مع القضايا الدولية الكبرى، وهو ما قد ينعكس في المحادثات بين البلدين في إطار بحث سبل تعزيز التعاون بينهما.