الكرملين: الرياض تحتضن محادثات روسية-أمريكية
أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف يتوجهان إلى العاصمة السعودية الرياض لعقد محادثات مع مسؤولين أمريكيين يوم الثلاثاء.
وأوضح بيسكوف أن المحادثات تتركز بشكل رئيسي على إعادة بناء العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن موسكو تبحث إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
كما أضاف المتحدث أن المملكة تم اختيارها كموقع لهذه المفاوضات لأنها تمثل مكانًا مناسبًا للجانبين الروسي والأمريكي.
ويعكس هذا التصريح أن روسيا تسعى إلى إحياء العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة من خلال سلسلة من المحادثات الحساسة في خطوة تهدف إلى تسوية الملفات العالقة بين الجانبين.
تجدر الإشارة إلى أن اللقاء المزمع بين المسؤولين الأمريكيين والروس يهدف بشكل رئيسي إلى استعادة العلاقات بين البلدين التي شهدت توترات في السنوات الأخيرة. ومن أبرز المواضيع التي ستُناقش في هذا الاجتماع هو إمكانية عقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما يعد خطوة هامة نحو إعادة الدفء للعلاقات الثنائية.
من اللافت أن بيسكوف أكد اختيار المملكة العربية السعودية كموقع لهذه المفاوضات، وهي خطوة استراتيجية تهدف إلى تقديم الرياض كوسيط محايد في هذه المحادثات. يبرز ذلك قدرة المملكة على التفاعل مع كلا الجانبين الروسي والأمريكي بشكل يعزز فرص النجاح في هذه الاجتماعات الدبلوماسية.
وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى الرياض، في ثاني محطات جولته الشرق أوسطية، حيث يلتقي بمسؤولين سعوديين لمناقشة ملفات سياسية وأمنية هامة على مدار يومين. كان في استقباله وكيل وزارة الخارجية السعودية عبد المجيد السماري والقائمة بأعمال السفير الأمريكي أليسون ديلوورث.
ومن المتوقع أن تركز المباحثات على القضية الفلسطينية، وإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى الصراع الروسي الأوكراني، الذي تستعد السعودية لاستضافته. كما سيتم بحث تعزيز التعاون بين واشنطن والرياض في مجالات متعددة.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن روبيو سيزور عدة دول، تشمل ألمانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات، لبحث التعاون الإقليمي، وتفعيل اتفاق تبادل المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة.
السعودية أكدت موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفضها للمقترحات الأمريكية المتعلقة بالتهجير، مشددة على أن السلام العادل لا يتحقق دون حقوق الشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال إن اللقاء المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا "قد يحدث قريباً جداً".
وأضاف ترامب، خلال حديثه للصحفيين في فلوريدا، أنه سأل بوتين في اتصال هاتفي يوم الأربعاء عن رغبته في وقف الحرب، فأجاب الأخير بـ"نعم"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أيضًا يرغب في إنهائها.
واعتبر ترامب أن روسيا تمتلك إمكانات "كبيرة وقوية"، مستشهداً بتاريخها في هزيمة نابليون وهتلر.
من جهته، قال مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إنه يتوجه إلى السعودية برفقة مستشار الأمن القومي مايك والتز لإجراء محادثات حول إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، مؤكدًا أنهم سيبذلون جهدًا لتحقيق تقدم في هذا الصدد.
وكانت السعودية قد أشادت بالمكالمة بين ترامب وبوتين، مؤكدة استمرار جهودها لتحقيق سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الأزمة في فبراير 2022.
