أوكرانيا تطالب بمبعوث أوروبي قبل مفاوضات روسيا خوفًا من مفاجأت ترامب
في تطور جديد حول مستقبل الحرب في أوكرانيا، دعا إيجور جوفكفا أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أوروبا إلى تسريع تعيين مبعوث خاص للمشاركة في المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة وروسيا.
كما أكد إيجور جوفكفا على أهمية اتخاذ خطوة سريعة من قبل الدول الأوروبية في هذا الشأن، قائلاً إنه يجب اتخاذ القرار بشكل فوري بعد الاجتماع المرتقب في باريس. وأضاف أن أوكرانيا تأمل في أن يتم ترشيح شخص على مستوى قيادي، يكون له وزن ومكانة مماثلة لتلك التي يتمتع بها قادة مثل الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويأتي هذا الطلب في وقت حساس، حيث يبدي زعماء أوروبا رغبتهم في أن يكون لهم دور مؤثر في المحادثات الدولية التي قد تحدد مصير الحرب الأوكرانية، رغم التحفظات الواضحة من الولايات المتحدة وروسيا حول مشاركتهم في المفاوضات. حيث ترى واشنطن وموسكو أن دور القارة الأوروبية في المفاوضات لم يتضح بعد، ما يعكس تبايناً في الآراء حول كيفية إتمام المفاوضات وتشكيل مستقبل العلاقات الدولية.
من جهته، أيد الرئيس الأوكراني زيلينسكي فكرة تعيين ممثل أوروبي للمفاوضات، مشيراً إلى ضرورة أن يكون هناك ممثل يتحدث باسم أوروبا في هذا السياق، وهو ما يعكس قلق أوروبا من إغفالها في صياغة الحلول الكبرى المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
هذا المطلب الأوكراني يأتي في وقت حساس بالنسبة للاتحاد الأوروبي، حيث عبّر مسؤولون أوروبيون عن مخاوفهم من التحركات الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي ترامب، وخاصة في ما يتعلق بعلاقته مع روسيا وسياسات الدفاع الأوروبي. ويشعر العديد من المسؤولين الأوروبيين بأنهم قد لا يستطيعون الاعتماد على الدعم العسكري الأمريكي كما كان في السابق، مع وجود تخوف من أن الإدارة الأمريكية قد تتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا يهدد استقرار أوكرانيا وأمن الحدود الأوروبية.
وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة مصغرة في باريس مع قادة أوروبيين من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لمناقشة سبل تعزيز الدفاع الأوروبي وتحديد موقف مشترك بشأن المفاوضات المستقبلية حول أوكرانيا. كما أجرى ماكرون محادثة هاتفية مع ترامب لمدة عشرين دقيقة قبل القمة، ومن المتوقع أن يتواصل معه لاحقاً لتقديم المستجدات المتعلقة بمحادثات السلام.
تُظهر هذه التطورات التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة، روسيا، وأوروبا في تحديد دور كل طرف في المفاوضات، وسط تسارع الأحداث التي قد تساهم في تشكيل معالم جديدة للسياسة العالمية في السنوات المقبلة.
كما تواصلت الولايات المتحدة مع الدول الأوروبية للحصول على تفاصيل حول الضمانات الأمنية التي قد تقدمها لأوكرانيا لضمان اتفاق سلام دائم، مع التركيز على كيفية تعامل الحلفاء مع أي هجوم على قوات حفظ السلام من قبل موسكو.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، مما يهدد بتهميش أوروبا من المفاوضات التي ستحدد التوازن الأمني في القارة. من جهتها، ترغب أوكرانيا والحلفاء الأوروبيون في ضمانات أمنية قبل التفاوض مع روسيا، مؤكدين أنه لا يمكن قبول أي اتفاق لم يشاركوا في صياغته.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لدعم الولايات المتحدة وإرسال قوات بريطانية إلى أوكرانيا إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام دائم، رغم خلاف بعض دول الاتحاد الأوروبي، مثل بولندا، التي ترفض التورط المباشر في الأراضي الأوكرانية.
