ضغوط أمريكية على أوكرانيا لسحب شكواها ضد روسيا

أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا يشير إلى ضغوط أمريكية على أوكرانيا بشأن مشروع القرار السنوي الذي تقدمه في الأمم المتحدة، والذي يدين الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وفقًا للمسؤولين الأمريكيين، دعت إدارة الرئيس دونالد ترامب أوكرانيا إلى سحب مشروع القرار هذا، وهو ما يتزامن مع الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية. في المقابل، اقترحت واشنطن استبدال القرار السنوي ببيان ترعاه الولايات المتحدة يهدف إلى الدعوة لإنهاء النزاع دون تحميل روسيا مسؤولية مباشرة كـ "معتدي" أو المطالبة بانسحاب قواتها من الأراضي الأوكرانية.
من جانبها، رفضت أوكرانيا سحب مشروع القرار المزمع التصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو مشروع يطالب بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية. هذا المشروع تدعمه الدول الأوروبية ويشمل دعوة واضحة للضغط الدبلوماسي في سبيل إنهاء الحرب بشكل فعال.
في الوقت نفسه، عملت الولايات المتحدة على صياغة مشروع قرارها الخاص في مجلس الأمن، والذي يثير جدلاً بسبب غياب الإشارة إلى وحدة الأراضي الأوكرانية أو تحميل روسيا المسؤولية عن الحرب. هذا المشروع لاقى ترحيبًا من السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الذي اعتبره "خطوة جيدة"، ولكنه أشار إلى أن المقترح الأمريكي لا يتطرق إلى جذور الصراع.
ورغم الضغوط الأمريكية على أوكرانيا والسعي للحصول على تأييد دولي لمشروع القرار الأمريكي، لا تزال المفاوضات جارية حول التعديلات المحتملة على المشروع، مع شكوك حول إمكانية التصويت في مجلس الأمن. ومن المتوقع أن تحدد الصين، التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس، موعد التصويت.
هذا التطور يعكس التباين الكبير بين المقترحات الأمريكية والأوكرانية، ويبرز التحديات الدبلوماسية في السعي للتوصل إلى حل متفق عليه لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، في وقت تسعى فيه الأطراف الدولية، خاصة واشنطن وأوروبا، لإيجاد حلول توازن بين الحفاظ على وحدة أوكرانيا وإنهاء الصراع في أسرع وقت ممكن.
تعزيز قدرات الجيش الروسي
جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، تأكيد التزامه الراسخ بتعزيز قدرات الجيش الروسي في ظل عالم يشهد تحولات متسارعة، مشددًا على أن هذا التوجه يعدّ ضرورة استراتيجية لضمان سيادة روسيا في الحاضر والمستقبل.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة "يوم المدافعين عن الوطن"، أوضح بوتين أن سياسة تعزيز وتطوير القوات المسلحة الروسية تظل ثابتة رغم المتغيرات الدولية، وفقًا لما نقلته "وكالة الصحافة الفرنسية".
كما أشار إلى أن الجنود الروس المشاركين في العمليات العسكرية في أوكرانيا يؤدون دورًا محوريًا في حماية المصالح الوطنية الروسية وتأمين مستقبل البلاد، وذلك بالتزامن مع اقتراب الذكرى الثالثة لانطلاق الهجوم الروسي على كييف.
وفي مقطع مصور بثه الكرملين، أشاد بوتين بشجاعة الجنود وتضحياتهم، مؤكدًا أنهم يجسدون روح الإصرار في الدفاع عن الوطن ومصالحه الاستراتيجية.