اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
لضبط الهجرة غير الشرعية.. الرئيس المصري يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيسة الوزراء الإيطالية ”أونروا”: أحرزنا تقدما في تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة منذ بدء وقف إطلاق النار في القطاع وزير العدل المصري يستقبل نظيره بجمهورية الصومال الفيدرالية CIB وجمعية البنوك الكينية يعلنان برنامج لخريجي الجامعات بأفريقيا حابس الشروف: المرحلة الثانية من اتفاق غزة من أصعب المراحل بالنسبة لحكومة نتنياهو رسمياً.. جيش الاحتلال يقر بفشله في صد هجوم 7 أكتوبر منظمة العمل العربية: لا مساس بحقوق عمال وشعب فلسطين ”متحدث فتح”: لولا ضغوط الوسطاء لما ذهب نتنياهو لـ”اتفاق غزة” وزير خارجية مصر يجري اتصالا مع نظيره في ليتوانيا ورئيس حكومة لبنان أمهات المتسابقات يعبرن عن فخرهن بمشاركة بناتهن في مسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن مصر توقع اتفاقية تعاون علمي مع اليابان لتبادل الخبرات الطبية باحثة سياسية: نتنياهو لا يريد إغضاب ترامب ولكنه سيماطل في الدخول للمرحلة الثانية لاتفاق غزة

وزير الأوقاف المصري يلقي المحاضرة الرئيسية بمجلس السلطان نزرين معز الدين شاه بماليزيا

جانب من المحاضرة
جانب من المحاضرة

كتب -صابر رمضان

بدعوة كريمة من صاحب الجلالة السلطان نزرين معز الدين شاه ابن المرحوم السلطان أزلن محب الدين شاه المغفور له، سلطان بيراك - دار الرضوان ونائب ملك ماليزيا، ألقى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري، المحاضرة العلمية الرئيسية في مجلس مذاكرة السلطان نزرين معز الدين شاه لعام ٢٠٢٥، والتي جاءت تحت عنوان: "التصوف: منهج لبناء الإنسان وحماية الأوطان".

أُقيمت المحاضرة بحضور صاحب الجلالة السلطان نزرين معز الدين شاه، وصاحب الجلالة راجا جعفر ابن المرحوم راج مودا موسى، وصاحب الجلالة راجا إسكندر ذو القرنين ابن المرحوم السلطان إدريس عفيف الله شاه، إلى جانب صاحب المعالي داتوء سري شعراني بن محمد، كبير وزراء ولاية بيراك​، وصاحب السماحة فضيلة الشيخ الدكتور وإن زاهدي، مفتي ولاية بيراك، و الوزير في مكتب رئيس الوزراء الماليزي للشؤون الدينية داتوء سيتي الدكتور محمد نعيم مختار إضافة إلى عدد من أعضاء لجان الفتوى ومجالس الشؤون الدينية بماليزيا، ولفيف من العلماء والمشايخ والباحثين الشرعيين من ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند، إلى جانب السفير عبد الحفيظ بونور، سفير الجزائر بماليزيا.

استهل وزير الأوقاف المصري، الدكتور أسامة الأزهري، كلمته بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والشعب المصري إلى صاحب الجلالة السلطان نزرين معز الدين شاه، وإلى أهل بيراك خاصةً، والشعب الماليزي عامةً، تعبيرًا عن عمق الروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين.

وأكد أن العلاقات المصرية الماليزية تمتد عبر التاريخ، متجذرة في التعاون العلمي والثقافي والديني، وتعكس التقارب الفكري والحضاري بين البلدين، وأن هذه اللقاءات العلمية والفكرية ليست مجرد فعاليات أكاديمية، بل تمثل جسرًا ممتدًا يقوّي أواصر الصداقة والتعاون بين المؤسسات الدينية والعلمية في مصر وماليزيا، مشيرًا إلى أن تبادل الرؤى والتجارب في مجالات الخطاب الديني ومواجهة التحديات المعاصرة هو أمر بالغ الأهمية في ظل ما يواجهه العالم اليوم من تحولات فكرية وثقافية وتكنولوجية كبرى.

جاءت محاضرة وزير الأوقاف في قسمين رئيسيين، تناول في القسم الأول نماذج مبهرة من الأخلاق الرفيعة المستمدة من سير السلف الصالح والصوفية الأوائل، مبينًا كيف عكست هذه النماذج عمق فهمهم لمعاني الأدب الدقيق مع الله سبحانه وتعالى ومع الناس. وأكد أن حقيقة تزكية النفس تكمن في حالة من الوعي والانتباه الدائم واليقظة لتحرير القلب من أطماع النفس وشهواتها، وميلها إلى الكبر والتجبر والتسلط، مما يرسخ منهجًا يحمي المسلم من إيذاء غيره، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا.

كما ألقى الوزير الضوء على العلاقة بين التصوف والقانون، موضحًا أن كليهما يهدف إلى ضبط السلوك الإنساني، إلا أن التصوف يسبق القانون بخطوات، حيث يعمل على تهذيب النفس وإرساء القيم الأخلاقية الرفيعة، مما يجعل الإنسان غير محتاج إلى تدخل خارجي لكفّه عن الأذى. وأوضح الأزهري أن المجتمع القائم على التصوف الحقيقي هو مجتمع يحكمه الالتزام قبل الإلزام، حيث تكون الرحمة والمحبة والعدل هي القواعد التي تضبط حركة الأفراد دون الحاجة إلى زاجر ورادع يمنعه ويكفه عن الأذى والعدوان بقوة القانون.

وفي القسم الثاني من المحاضرة، استعرض وزير الأوقاف التجربة المصرية في إدارة الشؤون الدينية، بدءًا من المدارس التي أنشأها السلطان صلاح الدين الأيوبي، وصولًا إلى الجهود المعاصرة التي تبذلها الدولة المصرية. كما ألقى الدكتور أسامة الأزهري الضوء على جهود علماء الأزهر الشريف عبر العصور في ترسيخ معاني الإحسان والسير إلى الله عز وجل من خلال مناهج تعليمية تتابع علماء الأزهر على شرحها وتدريسها جيلًا بعد جيل.

وفي لقاء خاص عقب المحاضرة، أعرب صاحب الجلالة السلطان نزرين معز الدين شاه عن سعادته البالغة بما طرحه وزير الأوقاف من رؤى عميقة حول التصوف وتزكية النفس، مشيرًا إلى أن الربط بين التصوف والأدب ودقائق الأخلاق الرفيعة كان ملفتًا للنظر، وأن النماذج التي قدمها الدكتور أسامة الأزهري في كلمته كانت جديدة على سمعه ومثرية لخبراته.

وخلال اللقاء، وجه وزير الأوقاف دعوة كريمة إلى جلالة السلطان لزيارة مصر، وهي الدعوة التي لاقت ترحيبًا كبيرًا من جلالته، حيث كلّف كبير وزرائه بترتيب الزيارة في أقرب فرصة، مؤكدًا أن هناك الكثير مما يمكن لماليزيا أن تتعلمه وتستفيد به من التجربة المصرية في الشؤون الدينية. كما أعرب جلالة السلطان عن دعمه الكامل لكافة المشاريع البحثية التي يمكن أن تعزز التعاون العلمي بين الجانبين.

يأتي هذا اللقاء في إطار العلاقات القوية والمتنامية بين مصر وماليزيا في المجالات الدينية والفكرية، حيث تمثل هذه المحاضرة نموذجًا مثاليًا للتعاون العلمي والثقافي بين البلدين، وتعكس الدور الريادي لمصر في نشر الفكر الوسطي والتصدي للفكر المتطرف، وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية النابعة من جوهر الإسلام. كما ساهمت الترجمة الفورية باللغة الإنجليزية التي قدمها الداعية الشيخ أحمد حسين الأزهري، الباحث الزائر بمؤسسة طابة، في توسيع دائرة الاستفادة من محاضرة وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، حيث أمكنت الحاضرين من غير الناطقين بالعربية متابعة التفاصيل الدقيقة لمضامينها الفكرية والروحية.