تعثر مفاوضات غزة.. إسرائيل تتلاعب بالاتفاق وحماس ترفض المراوغة

تكشف التطورات الأخيرة حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عن تعقيد متزايد في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، وسط اتهامات متبادلة بالمماطلة والتلاعب بالاتفاقات السابقة. ففي حين أعلنت إسرائيل قبولها لمقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح، تؤكد حماس أن هذا الإعلان لا يعدو كونه محاولة للالتفاف على الاتفاق الأصلي وعرقلة تنفيذ المرحلة الثانية منه.
التناقضات في الموقف الإسرائيلي
يبرز موقف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ازدواجية واضحة، إذ تروج إسرائيل لفكرة "تمديد وقف إطلاق النار" لكنها في الوقت ذاته تحتفظ بحق العودة إلى القتال بعد اليوم الثاني والأربعين إذا لم تكن المفاوضات مرضية لها. كما أنها تضع شروطًا جديدة، مثل تسليم المحتجزين على دفعات أسبوعية، وهو ما اعتبرته حماس خروجًا عن الاتفاق الأصلي الذي نص على إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين ضمن المرحلة الثانية.
موقف حماس والمخاوف من المماطلة
ترى حركة حماس أن البيان الإسرائيلي ليس سوى تأكيد جديد على سياسة المماطلة التي تنتهجها تل أبيب، حيث تسعى إسرائيل إلى استعادة أسراها دون تقديم أي التزامات حقيقية تجاه وقف الحرب أو رفع الحصار عن غزة. كما أن الحركة ترفض فكرة تمديد المرحلة الأولى وفق الشروط الإسرائيلية، مطالبة الوسطاء بالضغط على تل أبيب للالتزام بالاتفاق ودخول المرحلة الثانية التي يفترض أن تؤدي إلى وقف دائم للقتال وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
عقبات في طريق المفاوضات
تعكس هذه التعقيدات أزمة ثقة متزايدة بين الطرفين، حيث تشير مصادر فلسطينية إلى أن إسرائيل ترفض حتى الآن بدء المفاوضات حول المرحلة الثانية، مفضلة تمديد الاتفاق بشروطها الخاصة. في المقابل، أكدت كتائب عز الدين القسام أن المحتجزين المتبقين لن يتم إطلاق سراحهم إلا ضمن صفقة تبادل شاملة، ما يضع مزيدًا من الضغوط على جهود الوسطاء الدوليين، خاصة بعد تعثر المحادثات الأخيرة في القاهرة.
السيناريوهات المحتملة
في ظل هذا الجمود، تبقى عدة سيناريوهات مطروحة؛ فإما أن ينجح الوسطاء في دفع الطرفين للالتزام بمراحل الاتفاق، أو أن يستمر التوتر مما قد يؤدي إلى استئناف العمليات العسكرية مجددًا. ومع استمرار الجمود السياسي، يبقى المدنيون في غزة هم الأكثر تضررًا، حيث يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة وسط الدمار والحصار المستمر.
اقتحام باحات المسجد الأقصى
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس السبت، باحات المسجد الأقصى المبارك.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد الأقصى عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح، وأجبرت المصلين على مغادرتها.
وكان 70 ألف مصل قد أدوا صلاتي العشاء والتراويح في اليوم الأول من شهر رمضان الفضيل، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد.